تذكار الوجود الأوّل والثاني لهامة النبيّ والسابق المجيد يوحنّا المعمدان

mjoa Saturday February 24, 2024 361

findingforerunnerheadبعدما قطع هيرودوس رأس يوحنّا المعمدان”تقدّم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه”. أمّا رأسه فأخذَته هيروديا على طبق ودفنته في مكان غير لائق بالقرب من قصر هيرودوس. ويُستفاد من التقليد أنّ قبر يوحنّا المعمدان كان، في القرن الرّابع، في السامرة موضع إكرام المؤمنين. ثمّ دكّه يوليانوس الجاحد وبعثر عظامه. لكنّ بعض المسيحيين تمكنّوا من إنقاذ ما أمكن وأتوا به إلى أورشليم ودفعوه إلى رئيس أحد الديورة واسمه فيليبوس الذي نقل الرّفات إلى القدّيس أثناسيوس الإسكندريّ. غير أنّ الحجّ إلى المدفن في سبسطيا استمرّ بضعة قرون. وثمّة تقليد وصَلَ إلى السلافيين يفيد أنّ حنّة، امرأة خوزي، وكيل هيرودوس،التي أمست إحدى حاملات الطيب لم تُطق أن يكون رأس السابق المجيد في مثل الموضع غير اللّائق الذي كان فيه، فقامت وأخذته سِرًّا إلى أورشليم، إلى جبل الزيتون، حيث وجده فيما بعد رجل  من النبلاء صار راهبًا.
بعد ذلك بزمن طويل، وصل إلى فلسطين راهبان من المشرق بقصد السجود للأماكن المقدّسة. فظهر لهما السابق في حلم اللّيل، كلّ على حدة، وقال لهما: “توجّها إلى قصر هيرودوس فتجدان هامتَي تحت الأرض”. وإذ قادتهما النعمة الإلهيّة سهّل عليهما نبش الرّأس فشكرا االله وعادا بالهامة أدراجهما من حيث أتيا. وفي الطريق التقيا فخّاريًا من أصل حمصيّ، كان بائسًا وترك موطنه سعيًا وراء الرّزق. هذا، يبدو أنّ السابق ظهر له في الحلم. وعلى الأثر خطف الهامة وعاد إلى حمص. هناك تيسّرت أموره ببركة السابق. ولمّا كان مشرفًا على الموت، جعل الرّأس في صندوق وسلّمه إلى شقيقة له، طالبًا منها ألا تفتحه إلّا بأمر المودع فيه، وأن تسلّمه، متى  أتت الساعة، إلى رجل تقيّ يخاف الله.
انتقلت هامة السابق من شخص لآخر إلى أن وصلت ليد كاهن راهب، اسمه أفسطاتيوس، اتّخذ لنفسه منسكًا في مغارة بعيدة عن مدينة حمص. اعتنق هذا الرّاهب الآريوسيّة وادّعى أنّ الأشفية التي جرت بوساطة السابق هي منه، وعندما بانت هرطقته وسيّئاته طُرد من ذلك الموضع. وبقي رأس السابق موارًا في المغارة إلى أن ظهر لراهب تقيّ هو مركلّوس، فقاده إلى زاوية المغارة، فباشر مركلّوس بالحفر، فبانَ له الرأس، تحت بلاطة من المرمر، في جرّة. فنقله أسقف المحلّة إلى الكنيسة الأساسيّة في حمص فأضحى للمدينة برمّتها نبع بركات وخيرات فيّاضة. دام هذا إلى زمان الإمبراطور ميخائيل الثالث (842 -867) وبطريرك القسطنطينية القدّيس أغناطيوس حين تمّ نقله إلى المدينة  المتملّكة. نقل الهامة الذي جرى يومذاك كان في أساس العيد الذي نحتفل به اليوم.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share