خاص لموقع الحركة بقلم الخوريّة ليليان سمعان دربلي من فرع البلدة – مركز طرابلس
في عصرنا الحاليّ يتعرض الإنسان لتحدّيات متعدّدة تتفاوت بين الصّعوبة والتّعقيد…
فالظّروف الإقتصاديّة الصّعبة وانحدار القيم في مجتمعاتنا أمور تُثقل كاهل النفوس وتزيد من الهموم يومًا بعد يوم. ولكن في هذه السّاحة المليئة بالمحن والتّحديات، يظلّ الإيمان بالله ومحبّة الآخر نبراسًا يضيء للإنسان طريق الرّجاء ويمنحه القوّة ليتحدّى المصاعب ويواصل مسيرته بثقة وثبات.
نقرأ في الرّسالة إلى العبرانيّين: “فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ”. (عب ١٠: ٣٥- ٣٦). هذه الكلمات تذكرنا بأهميّة الثّبات والتمسّك بالرّجاء.
وكما أنّ الصّوم يذكّرنا بضرورة الصّلاة والتأمّل بكلمة الله، يذكرنا الإنجيل بضرورة النّضال والجهاد للوصول إلى الهدف المنشود. ففي رسالة بولس الرسول الثّانية إلى تيموثاوس نقرأ: “جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمانِ الْحَسَنَ، وَأَمسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيضًا، وَاعتَرَفتَ الاعتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.”(١تيموثاوس ٦: ١٢). عبر هذه الرؤية الروحيّة، ندرك أنّ الحياةَ مسيرةٌ طويلة مليئة بالتّحديات والصّعاب.
يذكّرنا الكتاب المقدس أيضًا في سفر المزامير بأهمّية الاتّّكال على الله والثّقة في حمايته ورعايته: “الربُّ راعيّ، فلا يعوزني شيءٌ. في مراع خضر يُربضني، إلى مياهِ الرّاحة يَهديني. يردّ نفسي، يهديني في سبل البِرّ، لأجل اسمه. إذا سرت في وادي ظلّ الموت، فلا أخاف شرًّا، لأنّك أنت معي. عصاك وعكازك، هما يعزّيانني” (مز ٢٣: ١-٤).
هذا النّص يُظهر أنّ الله يكون معنا في كلّ الظروف وأنّه يوفّر لنا الرّعاية والحماية. فعندما نثق به ونتّكل عليه، يمكننا أن نكون على يقين أنّه سيرشدنا ويحمينا في كلّ ما نمرّ به في حياتنا.
وكما يشعر المؤمنون بالجوع أثناء الصّوم، وقد يتسلّل الضّعف إلى نفوسهم، غير أنّهم ينتظرون العيد بشوقٍ وفرح، حيث يكافأون على عزيمتهم وصبرهم… وحيث لا تلبث أن تتلاشى كلّ المحن وتتدحرج كلُّ الهموم كما تدحرج حجر القبر في اليوم الثالث… هكذا أيضًا نواجه مشاكل الكون… سوف نخضع باستمرار لامتحانات مفاجئة لم تحدّدها روزنامة أمنياتنا… ولكنّنا سوف نجتازها ما دمنا نشعر أنّ يدَ الله ممدودةٌ دائمًا لنا.