نشأ القدّيس أفثيميوس على التّقوى ونُذر لوالدة الإله منذ الطفوليّة. في سِنّ الخامسة عشرة، ترَك بيته وترهّب في دير فياجيتسكي، في ضواحي نوفغورود. كان مثالًا في الزُّهد والتواضع، اختير بعد حين رئيسًا للدير. في السنة 1429م، انتُخب رئيس أساقفة لنوفغورد، فضاعف من أتعابه النسكيّة. شغل الكرسي الأسقفيّ هناك ثلاثين سنة. اعتاد أن يداوم على عمل الإحسان، وقد تجاوز في ذلك حدود نوفغورد إلى القسطنطينية وأورشليم وجبل آثوس. كان يستقبل الغرباء ولا يردّ قادمًا إليه حزينًا، واهتمّ بإشاعة السلام في كلّ مكان، وكذلك بنسخ الكتب وبناء الكنائس وتزيينها. أكثر وقته كان يقضيه في تعليم الناس وتهذيبهم. كان رفيقًا بالخطأة، لا يحابي الأغنياء والأقوياء ولا يخضع لهم. في السنة 1485، استسمح الجميع في مستهلّ الصوم الكبير واعتزل في دير والدة الإله حيث صام رغم مرضه وتابع الخدمة الكنسيّة إلى أن رقد بالربّ بسلام.