عاش راهبا مجِدًّا تائبًا إلى ربّه في سيناء زمن الإمبراطور البيزنطيّ يوستنيانوس الأوّل (527 -565 ). ذات يوم عبّر في صلاته عن رغبة في تناول القدُسات في كنيسة القيامة في أورشليم. للحال نقَلته نعمة الله إلى هناك وكانت المسافة الفاصلة بين دير سيناء وأورشليم اثني عشر يومًا. هناك تناول من يد البطريرك بطرس (524 -552). فلمّا انتهت الخدمة الإلهيّة طلب البطريرك من ميناس المدّبر أن يدعو الرّاهب السينائي إلى مائدته. فلمّا حانت ساعة المائدة بحثوا عنه فلم يجدوه. فاستاء البطريرك وكتب إلى الدير لائمًا. فلمّا بلغ الخبر الآباء في سيناء، تعجّبوا وأوفدوا ثلاثة رهبان يشهدون للبطريرك أنّ غرغوريوس الرّاهب لم يغادر الدير. والرّاهب نفسه بعث إلى البطريرك برسالة أكّد فيها أنه لم يغادر دير سيناء منذ سبعين سنة ولا سبق له أن زار فلسطين. وأضاف أنّه والبطريرك سوف يلتقيان بعد ستّة أشهر ولا شيء بعد ذلك سيفصل بينهما. فلمّا انقضت الفترة المحدّدة رقد البطريرك والرّاهب كلاهما وانتقلا إلى جوار ربّهما.