تذكار القدّيس البار ثيوفانس المعترف السنغريانيّ (+القرن التاسع الميلاديّ)

mjoa Tuesday March 12, 2024 292

وُلد القدّيس ثيوفانس في القسطنطينيّة سنة 759 م، في كنف عائلة من النبلاء نعمَت بالثراء. تمّت خطبته وهو في سِنّ الثانية عشرة، وزُفّ بعد ثماني سنوات، وفي ليلة زفافه كشف لعروسه ميغالو رغبتَه في اقتبال الحياة الرّهبانية. واستمرّ العروسان في العيش سويّة كأخ وأخته سنتَين رغم الضغوط التي مارسَها والد العروس عليهما. وحين عُيِّن حاكمًا، لم يتورَّع عن الإستفادة من كلّ أوقات فراغه ليزور النسّاك في تلك الناحية، أحد هؤلاء غريغوريوس، الذي شدّده وشجّعه على متابعة المسعى الذي انتهَجَه.
ولم يمضِ على ذلك طويلًا حتّى حظيَ ثيوفانس برتبة مدنيّة جديدة، ولكنّ هذا الأمر لم يُخرجه عن الخطّ الذي مشى به. ولمّا توفّي الإمبراطور وعمّه، استأذن الملكة وأطلق خدّامه ووزّع ثروته وأودَع زوجته ديرًا في أرخبيل الأمراء مذ ذاك عاد لا يراها. فقط كان يكاتبها ليشجّعها على الثبات في ما خرَجت، من العالم، لأجله. أما هو فترهّب في دير بوليخرونيون في قمّة سيغرياني القريبة من كيزيكوس. واقتنى هناك ملكيّة تُعرف ب”الحقل الكبير” أسّس عليها ديرًا أضحى، فيما بعد، أحد أهمّ المراكز الروحيّة في ذلك العصر. وسلَكَ في الصوم والسهر والدموع وكان للجميع مثالًا يُحتذى به. علّم العقيدة وفنّ ضبط الأهواء معًا. واهتمّ بكتابة الحوليّات التي تُعتبر إحدى أهمّ الوثائق المعنيّة بتاريخ بيزنطية. ولمّا حدثت مجاعة قاسية وزّع كلّ ما كان في مخزن الدير فإذا بنعمة ربّه تملأه له من جديد.
حاول الإمبراطور لاون الخامس الأرمنيّ كسب قدّيسنا إلى حزبه فعرض عليه إحساناته، إن أذعن وتعاون معه في حملته على الإيقونات، وحذّره، من ناحية أخرى إن عصى، لأنّ ذلك سيعود عليه وعلى أصحابه بضرر جسيم. فكان جواب ثيوفانس “…إذا كنتَ تظنّ أن تُخيفَني فأذعن لتهديداتك نظير طفل بعصى فعبثًا تتعب. فرغم أنّي عاجز عن المشي وتكدّني أدواء الجسد، فأنا أثق بالمسيح أنّه قادر أن يؤهّلني لتحمّل أقسى العذابات التي يمكنك أن تُنزلها بي، دفاعًا عن قضيّته”. فأرسل لاون جنده إليه وأحرَقَ ديره ونقلَه عنوة إلى القسطنطينيّة، وعندما رفض مقابلة الإمبراطور، استشاط لاون الخامس غضبًا وحبَسه في دير القدّيسَين سرجيوس وباخوس، ليحاول البطريرك الهرطوقيّ أن يربحه للإمبراطور، ولكن عبثًا. فحرَموه من الطعام مرّات كثيرة وعاملوه بقسوة وعرّضوه للضرب بالسّياط مرارًا. فنفاه الإمبراطور من جديد إلى جزيرة ساموتراقيا. فتوفّي قدّيسنا بعد عشرين يومًا في آذار 818 م، وأضحى ضريحه نبعًا للأشفية. ونقله تلاميذه عام 822 إلى ديره “الحقل الكبير”.

طروبارية القدّيس ثيوفانس
ظهرتَ أيّها اللّاهج بالله ثيوفانس، مرشدًا إلى الإيمان المستقيم  ومعلّمًا لحُسن العبادة والنقاوة، يا كوكب المسكونة وجمالَ رؤساء الكهنة الحكيم، وبتعليمِك أنرتَ الكلّ يا مِعزَفةَ الرّوح، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسَنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share