وُلد القدّيس في إحدى قرى عسقلان الفلسطينيّة. قيل عنه، إنّه من الشيوخ القدماء المشهور بجودة العقل. جذَبَه إلى الرّهبانيّة عمّ له الذي كان راهبًا في دير القدّيس سابا، أقام طائعًا خمس سنين وكانت نعمة الرّوح القدُس عليه. صار للإخوة نافعًا ومعزّيًا. ولئلّا يتآكله السبح الباطل أخذ يعتزل ببركة الآباء. تعرّض في اعتكافه لهجمات شيطانيّة شرسة، ثبَتَ واثقًا بالله قأثمر ثباته. كان مدمنًا التعب والسجود والإمساك. بعد أن رُسم كاهنًا، صارت تشمله نعمة الله ويملأ النور مكانه فخشي العُجب وطلب أن يقبض الرّب الإله عنه المواهب فكان له ذلك.
كان حاضرًا، بالرّوح، مع تلاميذه، جادًّا في الاهتمام بهم، حريصًا على خلاصهم، دائم الامتداد في الصلاة إليهم، يعرف كلّ أحوالهم حتّى في غيابه عنهم. كان شغف الشيخ بتعليم تلاميذه كبيرًا. يُقَال أنّه كان أكثر حنانًا ورحمة من أيّ إنسان آخر. هذا خبِره وشهدَه كثيرون. عاد الشيخ إلى دير القدّيس سابا في آخر حياته وذلك قبيل أسبوع الآلام العظيمة، وفي يوم الخميس من أسبوع التجديدات ظهرت عليه علامات المرض وبقي إلى صبيحة الاثنين بعد الأحد الجديد، حيثُ أسلم الروح وكان ذلك سنة 794م.