ولد القدّيس في ديميتسانا، في البليوبونيز في العام 1745م. كان أبوه راعيًا، تتلمَذ أوّل أمره لملاتيوس الرّاهب وأثناسيوس روزوبولس. في سِنّ العشرين انتقل إلى أثينا بمعيّة روزوبولس حيث درس سنتَين على معلّم مشهور هو ديمتريوس فوداس. سنة 1767م، انتقل إلى إزمير حيث عاش مع عمّ له كان كاهنًا راهبًا اسمه ملاتيوس وتابع دروسه في مدرسة عالية فيها. بعد ذلك تحوّل إلى جزر ستروفادس حيث صار راهبًا واتّخذ اسم غريغوريوس، وانتقل إلى جزيرة باتموس ودرس في مدرسة دير القدّيس يوحنا اللّاهوتي.
اختاره أسقف أزمير (بروكوبيوس) ليكون مدير مكتبه برتبة نائب أوّل فسامَه كاهنًا، ومن ثمّ تمّ اختياره متروبوليتًا لإزمير بعد أن أصبح متروبوليت إزمير بطريركًا للقسطنطينيّة. وفي الأوّل من أيّار من العام 1797، انتُخب بطريركًا للقسطنطينة خلفًا لجراسيموس الثالث.
حمَل معه إلى البطريركيّة نظامًا رهبانيًّا، الأمر الذي لم يرق لعدد من الأساقفة ورؤساء الأساقفة. نشَط في ترميم الأبنية البطريركيّة والعديد من الكنائس التي أصابها الإهمال. سعى لدى السلطات الزمنيّة إلى نيل الإعفاء من ضريبة الرؤوس على الكهنة، وأعاد إدخال المطبعة إلى البطريركيّة. كان متحفّظًا في شأن كلّ الأنشطة الثوريّة على الإمبراطورية العثمانية بسبب ما أثارته هذه الثورات من ذعر في نفوس الجميع. نُفي عدّة مرّات من سدّة البطريركيّة بسبب التواطؤ بين بعض الحاسدين والدولة العثمانية. وفي العام 1821، قرّرت الحكومة العثمانيّة ضرب القيادة الكنسيّة الأرثوذكسيّة والعديد من عامة المؤمنين لتُرهب من خلالهم الشعب برمّته، على هذا جرى اغتيال العديدين في الشوارع في المدن الكبرى، ولذا قرّرت حكومة السلطان محمود الثاني إعدام البطريرك عبرة لسائر المؤمنين وابتغاء في إجهاض الثورة، فبعد نهاية قدّاس الفصح استقبل ممثّلين من الخارجيّة في الحكومة العثمانيّة الذين أعلموه أنّه عُزل من منصبه لأنّه لا يستحقّ الرّتبة البطريركيّة وهو جاحد للكرامة التي أسبغها عليه الباب العالي. أوقف البطريرك وسيقَ سجينًا برفقة شمامسته. في السّجن تعرّض البطريرك للتعذيب ولمّا لم يحرزوا أيَّ تقدّم في تحقيقهم معه بخصوص ثورات اليونان، أخرجوه إلى الساحة العامّة حيث علّق على البوابة حتّى توفيَّ. بقي جسده معلّقًا حتّى أنزلته سفينة يونانيّة تحمل عَلمًا روسيًّا وأخذوه معهم إلى أوديسا الروسيّة حيث وري الثرى كشهيدٍ وبطلٍ. في العام نفسه 1821، أعلنت الكنيسة اليونانيّة الأرثوذكسيّة قداسة البطريرك وقد جرت استعادة رفاته إلى اليونان حيث دُفن داخل كاتدرائيّة بشارة السيّدة في أثينا.