لجنة المد الحركي والعمل البشاري،
اجتمعت فرقة القدّيس نكتاريوس العجائبيّ، الفرقة المركزيّة في أبرشيّة صور وصيدا، في قاعة كنيسة القدّيس جاورجيوس، الجدَيدة. موضوع اللقاء كان عن مفاعيل القيامة في حياة المؤمن. مستندات اللقاء كانت مقتطفات من مقالة: من أكون في الفصح، المتروبوليت جاورجيوس خضر، جريدة النهار، السبت 19 نيسان 2014.
و مقتطفات من مقالة قُمْ يا اللهُ واحْكُمْ في الأرض، المتروبوليت انطونيوس الصوري، نشرة كنيستي، 2 أيار 2021.
ثم بعدها، تمت مناقشة مفاعيل الفصح في حياة المؤمن، وماذا يمكن أن تقدّم له عملياً في حياته:
• في الفصح انفتحت لنا الحياة الابدية حتى نعّبر اليها ونعرفها منذ الان. انظروا ماذا يقول الانجيليّ يوحنا في رسالته الأولى: “فان الحياة اظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا”(1 يو 1: 2) اذاً أصبح بإمكاننا إن عشنا المسيح أن نعرف بالروح القدس هذه الحياة. إذ من القبر انبعث نور القيامة، الذي به نعرف حياة المسيح.
• أصبح بإمكان كل انسان الإجابة عن سؤال لماذا حياتي لها معنى هنا على الأرض! وذلك من خلال القيامة. كلّ منّا لديه هذا التساؤل. الجواب لا يعطى الا بالمسيح، المسيح هو الجواب! عندما يعرفه الانسان يُدرك أنه خُلق حتى يشارك الإله في حياته من خلال نور القيامة هذا. هنا، يختبر الانسان السلام الحقيقي.
• يفهم الانسان أنه ليس بتلبية شهواته يحقق سلامه. يدرك ان شهوات العالم “قبض ريح” كما يقول سفر الجامعة لسليمان الحكيم، وانّ الحياة الأبدية بالمسيح، منذ الان هي فرحنا. والأهم أن على الانسان أن يعرف أن هذا الكلام ليس كلام شعر أو نثر، إنه حقيقة، لأنه في القيامة، لم يعد باستطاعة اي هوى ولا أي شهوة، ولا أيّ شيء من مغريات العالم ومغريات النفس البشرية تستطيع أن تتسلط علينا من بعد القيامة. لأن الانسان بنور القيامة، يستطيع أن يعبرها ويتنقى منها مهما تكن شدّتها… من كذب، من حسد وحقد وزنى، من مجد باطل وحب ظهور، وخوف… كلها تتلاشى في قلب الانسان عندما يسود نور القيامة.
• بالقيامة، أصبح في الموت والضيقات والأمراض والأوجاع التي تصيب الانسان رجاء، الرجاء الذي لا يخزي لأن الروح القدس سكب محبَّته في قلوبنا (رومية 5). بحسب تعبير القديس المعاصر يوسف الهدوئي، هذه كانت كلها أدوات يأس وموت، ولكن من بعد القيامة نستطيع أن نحوّلها، إن أردنا، الى أدوات أو قنوات للخلاص.
• بقيامة المسيح في الجسد، عرفنا كيف سنقوم نحن أيضا في الحياة الأبدية من بعد الدينونة. سنكون كما المسيح بجسد نورانيّ، يشعّ بالنور الإلهي للذين يحبون الرب، يستمد حياته من الروح القدس بحسب تعبير القديس مكاريوس الكبير.
هذا كله اعطانا اياه المسيح في سر الحب. احبنا حتى الموت، من يدرك ان الله يحبه ومات من أجل أن يعطيه ادوات التألّه حتى يماثله، يستطيع ان يتجاوب مع هذه المحبة ويختبر نور القيامة.
من بعدها، سحب الاخوة اوراق مكتوب عليها صفات الانسان الفصحيّ، أي الذي يعيش “الفصح المستمر” وليس الذي ينتهي معه كل شيء بعد يوم العيد.
وانهى المجتمعون اللقاء بترتيلة اليوم يوم القيامة. ثم تودّع الاخوة على رجاء اللقاء في الاجتماع الشهري القادم.