وُلد القدّيس يناير في بنيفنتو الإيطاليّة، زمن الإضطهاد الذي استعرَ في زمن ذيوكلسيانوس قيصر. يومذاك كان أربعة من المؤمنين بيسوع ملقَين في سجن بوزولي لإيمانهم: سوسيوس شمّاس ميسينو، وامتاز بحكمته وقداسته وكان على صداقة حميمة والقدّيس يناير الذي طالما سُرّ به وأمّن لنصائحه، وبروكلس، شمّاس بوزولي، وأوتيخس وأكوتيوس. فلمّا ذاعَ الخبر بشأن وقوع سوسيوس ومَن مَعه في أيدي العسكر وإيداعهم السّجن صمّم يناير أن يعودهم حيث كانوا ليعزّيهم ويشدّدهم ويمدّهم بكلّ عون روحيّ دعمًا لهم في معركتهم الكبرى. محبّة يناير وغيرته على خراف المسيح كانت أقوى لديه من خوفه على نفسه. توجّه يناير إلى بوزولي دونما تردّد وتمّم خدمته. ولكن شاء الرّب الإله أن يلاحظه حفَظة السّجن، فبعثوا إلى تيموثاوس يخبرونه أنّ وجيهًا زار السجناء المسيحيّين. فأمَرَ بإلقاء القبض عليه وسَوقه لديه في نولا، وحدَث قبل نقل يناير إلى الحاكم أنّ كلًّا من شمّاس الأسقف واسمه فستوس، والقارىء في كنيسته، دسيداريوس، حضرا لتفقّده، فقبض عليهما، هما أيضًا، واستيقا والأسقف إلى نولا. وانتقل الحاكم إلى بوزولي وجعل المعترفين الثلاثة يصفّدون بالحديد ويسيرون على أقدامهم أمام عربته إلى هناك حيث ألقوا في السّجن عينه الذي ضمّ الشهداء الآنف ذكرهم. وحُكم عليهم، أن يُلقوا للحيوانات. حُكم على الشهداء بقطع الهامة، نفّذ الأمر ووُريت أجسادهم التراب بإكرام من قبل مسيحيّين. فلمّا تغيّر حال المسيحيّين في الإمبراطوريّة الرومانيّة، ونُقل جسد القدّيس يناير إلى نابولي وصار شفيع المدينة.