تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة باسيليوس أماسيا والقدّيسة غالافيرة (+ القرن الرابع الميلاديّ)

mjoa Friday April 26, 2024 294

basilameseaتسقّف القدّيس باسيليوس على أماسيا، زمن الاضطهاد الكبير الذي نزل بالمسيحيّين. وقد أكدّ باسيليوس، ببشارته ومثاله، في آن، أنّ على المؤمن بيسوع أن يكون مستعدًّا، كلّ حين لبذل دمه من أجل سيّده. كما ثبّت باسيليوس، في الإيمان، كنائس البنطس كما اشترك في مجمعَي أنقرة وقيصريّة الجديدة وعلّم المؤمنين كيف يحفظون أنفسهم من الهراطقة. لمّا اهتدى القدّيس قسطنطين الكبير إلى المسيح، بدا كأنّ الاضطهاد انتهى، لكن للشيطان أحابيلُه فقد وَجَد في ليسينيوس، الذي تزوّج من أخت قسطنطين،  ضالّته ليفتك بالعديد من المسيحيّين. وما أن تمّت له الإطاحة بمكسيمينوس ووحشيّته حتّى  كشف عن وجهه وأمعَنَ في الاضطهاد والتنكيل بتلاميذ الرب.
وكانت لزوجة ليسينيوس أمَة جميلة، عفيفة اسمها غلافيرة، كانت قد اهتدت للمسيح، لكنّ ليسينيوس أرادها لنفسه. فأخبرت سيّدتها، التي قامت بتهريبها في ثياب الرّجال إلى أماسيا مدّعية، لدى الإمبراطور، أنّه أخذَت تنتاب غلافيرة نوبات صرَع. وفي أماسيا، اهتمّ القدّيس باسيليوس بأمر غلافيرة. وهذه قد سلّمته من سيّدتها مبلغًا كبيرًا من المال ليبني بها كنيسة للمسيحيّين. وبعد حين أطلع ليسينيوس على خبر أعمال غلافيرة والقدّيس باسيليوس، من خلال رسالة وقعَت في يدي أحد عمّاله، أصدر أوامر لإلقاء القبض على الأسقف والمرأة معًا. فلمّا وصل الجنود، علِموا أنّ غلافيرة رقدَت، في الرّب، فاستاقوا باسيليوس موثَقًا كما إلى الذّبح، وكان يرافقه شمّاسان: ثيوتيموس وبارثانيوس. Glaphyra_virginmartyrوأودع باسيليوس السّجن، وعرض حاكم نيقوميذية عليه أن يغضّ الطرف عن قضية غلافيرة ويعفو عنه، إذا ما رضي بإكرام آلهة الإمبراطوريّة، فبيّن القدّيس مقدار حماقة عبادة مثل هذه الوحوش. لكنّ كلام باسيليوس لم ينفَذ إلى قلوبهم. وحاول الحاكم استمالة باسيليوس. فلمّا تبيّن له، عقم محاولاته، صدَر في حقّ باسيليوس، حكم بالموت. عانق رفاقه ودعا لخرافه الناطقة، ثمّ مدّ عنقه مخاطبًا جلّاده :”تمّم، يا صاح، ما أُمرتَ به!” فجرى قطع رأسه. وألقى ليسينيوس القدّيس في البحر، ورغم أنّ الجسد بقي في الماء لبعض الوقت فإنّه وُجد بريئًا من الإنحلال تفوح منه رائحة طيّبة. وكان الرأس موصولًا ببقيّة الجسد، لكن أثر ضربة السيف كان بيّنًا في خطّ أحمر على الرّقبة. نُقل الجسد إلى أماسيا وأودع الكنيسة التي سبق للقدّيس أن بناها.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share