أخذَت المسيحيّة تنتشر في كيزيكوس، في زمن كرازة الرّسول بولس، ولكن، في أزمنة الاضطهاد هرَبَ المسيحيّون من المدينة فيما لازمها بعضهم في السِرّ. في تلك المدينة بالذّات استشهد المؤمنون التسعة المُحتفى بهم اليوم. هؤلاء هم ثيوغنيتوس وروفوس وأنتيباتروس وثيوستيكو وأرتامون وماغنوس وثيودوتوس وتوماسيوس وفيليمون. فقد ظهروا فجأة في كيزيكوس فاعترفوا بالمسيح وقبّحوا الوثنيّة بلا خوف ولا تردّد. وجرى إيقافهم وجلبهم إلى المحاكمة، عُذّبوا أيّامًا وطُرحوا في السّجن. ثمّ أُخرجوا ووعدهم مضطهدوهم بإطلاق سراحهم إن هم كفروا بالمسيح. لكنّ شهداء المسيح الصناديد استمرّوا يمجّدون اسم المسيح. فلُفظ في حقّهم حُكم الموت وتمّ قطع هاماتهم ووروا الثرى في مكان قريب من المدينة. بعدما انطفأت نار الاضطهاد، قام مسيحيّو كيزيكوس بنقل رفات القدّيسين، التي وُجدت غير منحلّة، إلى كنيسة بُنيت إكرامًا لهم. وجرت عجائب جمّة بالرُّفات المقدّسة، فاستردّ مرضى عافيتهم وترسّخ الإيمان بيسوع في المدينة. ورَدَ أنّ ديرًا غير بعيد عن قازان الروسية تمّ بناؤه إحياءً لذكرى شهداء كيزيكوس التسعة بيَد الشمّاس الرّاهب استفانوس الذي نقَل، إثر زيارة حجّ إلى فلسطين، بعضًا من رُفات القدّيسين ويورد القدّيس ديمتري روستوف أنّ نعمة الله ظلّلت، بشفاعة القدّيسين التسعة، تلك الأنحاء وسكّنَت الحمّى وسواها من الأوبئة.