كانت القدّيسة بيلاجيّة، أوّل أمرها وثنيّة، سمعت من بعض معارفها عن المسيح يسوع فآمنت به ورغبت في حفظ بتوليّتها وتكريس حياتها للسيّد الربّ الإله. وأطلعت ابن الإمبراطور ذيوكلسيانوس، الذي رغب بها زوجة لنفسه، أنّها كرّست نفسها للعريس السماويّ. أثار هذا الأمر حفيظة الشاب وترَكها أمَلًا في أن تُغيّر رأيها بعد حين. وبتدبير إلهيّ، خلال جولة لها برفقة خادماتها، التقت الأسقف لينوس، والذي كانت عاينته في الحلم، وخرّت عند قدميه وسألته أن يعمّدها. وبعد أن عمّدها، عادت إلى خادماتها وبشرّتهنَّ بالمسيح. ولمّا تشأ مرضِعتها أن تستقبلها فعادت إلى بيتها وحاوَلت استمالة والدتها إلى الإيمان بالربّ يسوع ففشلت. فأرسلَت الأمّ خبَرًا إلى الشابّ الملكيّ تُخبره فيه أنّ بيلاجيّة صارت مسيحيّة ولا ترغب في الزواج منه. فقتل نفسه، فما كان من الأمّ إلّا أن قيّدت ابنتها واستاقتها إلى ذيوكلسيانوس بصفتها مسيحيّة ومتسبّبة بموت ابنه. وكان حينها اضطهاد المسيحيّين على أشدّه. لكن الإمبراطور أُعجب بجمال الصبيّة وأرادها زوجة له. وكان جواب بلاجية الرّفض لأنّ عريسها السماويّ هو خالق السماء والأرض. أغاظ هذا الجواب الإمبراطور فأمَرَ بإلقائها في فرن نحاسيّ. وقيل إنّ جسدها ذاب في الفرن كالمرّ وملأ المكان رائحة طيب. أمّا عظامها فلم تصب بأذى. وبتدبير الله حظي الأسقف برفاتها فدفنها بلياقة.
يشار إلى أنّ رفات القدّيسة بيلاجية موزّعة على أماكن عدّة في اليونان وقبرص وسواهما، منها: دير كسيروبوتامو ودير اللافرا الكبير ودير ديونيسيو في جبل آثوس ودير كيكّو في قبرص.