أصل القدّيس سرجيوس من قازان الروسيّة. اسمه بالمعموديّة كان استفانوس. كان يوقّر الحياة الرّهبانيّة توقيرًا شديدًا، لكنّه حسِب نفسَه غير مستأهل لها. لهذا السبب أمضى حياته في الحجّ إلى الأماكن المقدّسة. لم يترك مكانًا يُحجّ إليه إلاّ زاره من دير سولوفكي في أقصى الشمال، مرورًا بنوفغورود إلى القسطنطينيّة وإلى الأرض المقدّسة. كان، بتواتر، في الطريق يتّبع نظام حياة صارمًا، يصوم باستمرار ولا ينام إلّا جلوسًا. وقد اقتنى بفضل معاركه البطوليّة مواهب روحيّة جمّة: الصلاة المتواترة والتبصّر وصنع العجائب. فلمّا بلغ نهاية حجّه الطويل، اقتبل الإسكيم الرهبانيّ في دير شوختوف، في نوفغورود، سنة 1603م. رقَد في الربّ في العام 1609م عن عمر ناهز التاسعة والسبعين، بعدما أمضى منها خمسين سنة في الحياة النسكيّة. تربض رفاته المقدّسة، اليوم، في كنيسة نجاة السيدة والدة الإله في دير شوختوف.