القدّيس اسكندر الدرويش التسالونيكيّ

mjoa Sunday May 26, 2024 228

All Saintsكان القدّيس اسكندر شابًا مسيحيًّا أرثوذكسيًّا من مدينة تسالونيكية حين أرسله أبوه إلى إزمير بقصد حمايته من المسلمين المحليّين. لكنّ اسكندر وقَع تحت تأثير الإسلام فاقتبله. ثمّ حجّ إلى مكّة وصار واحدًا من الدراويش. لم يمضِ على ذلك وقت طويل حتّى واخز اسكندر ضميره. تعذّر عليه أن يحتمل الوضع الذي كان فيه وملّ الصمت فيما كان المسيحيّون الأرثوذكسيّون معرَّضين للاضطهاد. ولكي يخفّف عن نفسه حدّة ذنبه أخذ يدّعي الجنون. على هذا شرَع يقرّع المسلمين بلا هوادة، على المظالم التي ارتكبوها في حقّ المسيحيّين. انتقل إلى مصر وهناك تآمر عليه بعض المسلمين من جزيرة كريت لأنّهم قالوا أنّه بمرور الوقت يزداد تشبّهًا بالمسيحيّين وغربة عن المسلمين وقبل تنفيذ مأربهم، غادر اسكندر مصر عائدًا إلى تسالونيكية، ومنها إلى جزيرة خيوس حيث أخذ يحضر الخدم اللّيتورجية في الكنيسة وهو بلباس الدراويش، ويطالب المسلمين بأن يكونوا أكثر عدلاً في تعاملهم مع المسيحيّين. من هناك عاد إلى إزمير ودخل على قاضي المدينة وصرّح لديه بأنّه كان أرثوذكسيًّا ويريد أن يرجع إلى إيمانه الحقيقيّ وأنّه مستعد للموت في سبيل العودة إلى كنيسته وإلى إيمانه الحقيقيّ. وبعد ذلك نزع غطاء رأسه المسلم واستبدله بغطاء رأس ميسحيّ. فحاول القاضي والمجتمعون معه يخبرونه بأنّه يأتي على مسامعهم بأمور لا يسوغ سماعها، معتقدين أنّه في حال سيّئة وعليه أن يثوب إلى رشده، وردّهم كان على كلّ ما قاله اسكندر أنّه بلا شك سكران لذا ألقوه في السجن. في اليوم التالي اجتمع المزيد من المسلمين واستُجوب اسكندر مرّة ثانية، فكانت أجوبته هي هي لم تتغيّر. شعر المسلمون بحَرَج أن يكفر أحد الدراويش بالإسلام، لذا عملوا المستحيل لاسترداده، وحاولوا استمالته بالحسنى وعرضوا عليه المال والألبسة لكن لم يغيّر موقفه أو يتزعزع فقد كان مصمّمًا على الشهادة للربّ. وأمام إصراره وعناده وتمسّكه بإيمانه لم يرَ القاضي بُدًا من إصدار حكم الإعدام بحقّ اسكندر واُمِر بأن يركع فجاء الجلاّد وقطع رأسه.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share