وُلد القدّيس لوقا في العام 1877م في كيرش في الكريميّة. كان منذ شبابه يميل إلى خدمة المتألّمين والفقراء. درَس الكتاب المقدّس بإمعان. درَس الطبّ في جامعة كييف فتفوّق وبرَع في مجال الجراحة. له مؤلّفاته الطبيّة الهامة. تزوّج ورُزِق أولادًا. إيمانه بالربّ يسوع بدا واضحًا في حياته وعمله، كان يضع إيقونة لوالدة الإله في غرفة العمليّات وكان قبل كلّ عملية يرسم إشارة الصليب ويصلّي، ويرسم إشارة الصليب باليود على جسم المريض قبل البدء بالجراحة. في مطلع العام 1920م. ارتأت هيئة شيوعيّة أن تُخرج الإيقونة من غرفة العمليات فما كان من لوقا إلّا أن ترك المستشفى وقال أنّه لن يعود إليها قبل عودة الإيقونة إلى مكانها، وكان له ما أراد خاصّة بعد إصابة أحد زوجات المسؤولين الشيوعيّين بمرض وكانت بها حاجة إلى إجراء العمليّة وطلبت منه أن يجريها فكان جوابه أنّه لا يجريها قبل عودة الإيقونة وهكذا اضطرّوا إلى تنفيذ رغبته.
سيم شمّاسًا ومن ثمّ كاهنًا، ورغم كلّ المخاطر المحدقة به كان يحاضر في التشريح الطوبوغرافي والجراحة العملانيّة وهو يلبس الغمباز وصليبه على صدره. توفيّت زوجته باكرًا، فصُيّر أسقفًا وأُعطي اسم لوقا، اسمه السابق كان فالنتين. قاوم المنشقّين الذين دفعتهم السلطات السياسيّة للاستئثار بالكنيسة وكانوا عملاء لها عُرِفُوا باسم “الكنيسة الحيّة”. جرى توقيف رجل الله ونفيُه لكنّه ترك وصيّة للمؤمنين أن لا يتعاملوا مع المنشقّين البتة. تعرّض للسجن والنفي والتنكيل ثلاث مرّات. وعلى مدى سنوات، حاولوا تشويه صورته وتحطيمه بكلّ الطرق الممكنة، ولكنّهم لم ينالوا منه وبقي يمارس الطب، إضافة إلى كونه رجل صلاة، جرت عل يده عجائب عديدة وهو بعد على قيد الحياة. رقد في الحادي عشر من شهر حزيران في العام 1961م وأعلنت الكنيسة الأوكرانيّة قداسته في العام 1995م. أربعون الفًا حضروا نقل رفاته التي أُودعت كاتدرائيّة الثالوث القدّوس في سيمفروبول.