القدّيسة كلوتيلد ملكة فرنسا (+ 545م)

mjoa Monday June 3, 2024 214

all_saintsكانت القدّيسة من إحدى القبائل البربريّة (Burgondes) التي سعَت إلى بسط نفوذها على أكبر رقعة من بلاد الغال (فرنسا) إثر انهيار الإمبراطورية الرومانيّة في الغرب. وُلدت حوالي العام 475م، أرثوذكسيّة الإيمان من جهة أمّها فيما أكثر الأعيان في شعبها على الآريوسيّة. انتقلت إلى جنيف إثر مقتل ذويها وسلكت في التُّقى. لاحظ سفراء كلوفيس، ملك الفرنجة، حُسنها وجمالها فأرادها زوجة لنفسه ختمًا لتحالف شعبه مع البورغونديّين. أثّرت كلوتيلد في زوجها، لجهة الإيمان، تأثيرًا طيّبًا. رضي أوّلاً أن يُعمِّد ابنه المريض الذي تعافى بصلوات أمّه ثمّ اعتمد هو نفسه وثلاثة آلاف من نبلائه وجنوده بعدما وعد بذلك إذا انتصر على أعدائه في إحدى المعارك. هذا فتح الطريق لهداية شعبه برمّته.
كانت كلوتيلد لزوجها معينة ألهَمته الحلم حيال أعدائه واعتبار مؤسسات الكنيسة. كما شيّدت، في باريس، بازيليكا على اسم الرّسل القدّيسين عُرفت باسم القدّيسة جنفييف.
إثر وفاة كلوفيس اعتزلت قدّيسة الله في تور بقرب بازيليكا القدّيس مارتينوس. أمضت بقيّة أيّامها في أعمال التقوى. وإذ كانت لها ثروة كبيرة أحسنت إلى أعداد من الكنائس والأديرة. القدّيس غريغوريوس التوريّ كتب في شأنها قائلاً: “كانت تُعْتَبر، في تلك الآونة، لا ملكة بل خادمة شخصيّة لله ….. لم تكن لتؤخذ بعظمة مملكة أولادها ولا بالغنى ولا بطموحات العصر …. وقد بلغت النعمة بالاتّضاع”. حجم عطائها كان كبيرًا إلى حدّ أنّها لمّا رقدت لم يبقَ لها شيء توزّعه.
ثُكلت بابنها البكر واثنين من أحفادها فتَكَ بهما عمّاهما، وبابنتها زوجة أمالاريك الغوطي. فقدَت كلوتيلد كلّ تعزية أرضيّة. حتّى ولداها الباقيان اشتبكا في حرب فيما بينهما. فقط بالصلاة والضراعة إلى القدّيس مارتينوس جرت مصالحة الأخوين. استدعتهما وحثّتهما على حياة التوبة والمحبّة المسيحيّة. رقدت بسلام في الربّ في 3 حزيران في العام 545م. تُعتبر القديسة كلوتيلد نموذج الأرامل ومثالاً لزوجات الحكّام المسيحيّين، وقد ورَد أنّها قدّمت لزوجها كلوفيس تُرسًا زُيِّن بثلاث زنابق رسمًا للثالوث القدّوس. هذا أضحى شعار ملوك فرنسا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share