تذكار القدّيس الشهيد ثيودوتوس أنقرة (+ القرن الرابع الميلاديّ)

mjoa Friday June 7, 2024 212

theodotusbishopofancyra

نشأ في أنقرة على التّقوى برعاية الشهيدة تيكوزا التي كان ابن أخيها. تزوّج وامتهن عمل الخمّار باستقامة. وكان يتحيَّن الفرص ليتعاطى الرّحمة حيال الجميع، وأقام كذلك حتّى مَنّ عليه الله بموهبة صنع العجائب. لمّا اضطرم الاضطهاد في أنقرة، حوّل ثيودوتيوس نزلاً كان له إلى ملجأ يسّر فيه للمسيحّيين أن يجدوا سلعًا غذائيّة لم يجرِ تقديمها للأوثان. وكان يفتقد المعترفين في سجنهم ويشدّدهم على الشهادة.  التقى في مالوس مسيحيّين  سبق له أن أعتقهم من السّجن. أعدّ معهم مائدة أخويّة ودعوا الكاهن  للإشتراك معهم. وقد أوصى ثيودوتيوس فرنتون ببناء كنيسة صغيرة، توضع فيها رفات القدّيسين وعد بتأمينها.
عاد إلى أنقرة فوجدها في اضطراب إثر إيقاف عمّته تيكوزا ورفيقاتها الستة. فبقيَ متواريًا مع مسيحيّين آخرين يصلّون من أجل تثبيت القدّيسات في محنتهنَّ. وبعد أن قضيْنَ غرقًا دون أن يتنكّرنَ للسيّد، استحال نحيبه دموع فرح. وتمكّن بنعمة الله من انتشال أجسادهنّ وواروهن الثرى في إحدى الكنائس بتكتّم. فاهتاجت المدينة لخبر انتشال أجسادهنَّ، فأوقف الجند المسيحيّين الذين التقوهم لإخضاعهم للاستجواب. من بينهم بوليخرونيون الذي خار تحت التعذيب وكشف موضع  الأجساد. وأعلن أنّ ثيودوتيوس مدبّر الأمر. فأُخرجت الأجساد وأُلقيَت في النار وأُسلم ثيودوتيوس نفسه للحاكم الذي كان يبحث عنه، مودِعًا ذاته عناية الصليب المحيي.
دخل إلى قاعة الاستجواب وسخر من وهن ديّانه: تحتاج إلى حجم كبير من الرّجال المسلّحين لمواجهة جندي واحد للمسيح، أثار كلامه حفيظة الحاكم والكاهنات اللّواتي طالبنَ بمعاقبة عدوّ الآلهة. ولمّا كان سلاح اسم يسوع أقوى لديه ممّا أنزلوه به استبانت تدابير الحاكم بلا جدوى إذ لم ينل من صلابة رجل الله. فأمر بقطع رأسه وإلقائه في النار.
في موضع الإعدام شدّد ثيودوتيوس المسيحيّين وحثهّم على شكران الله على حسن صنيعه لأنّه نفح عبده أن يتمّ الشوط إلى النهاية. ثمّ اقتبل بفرح قطع هامته. أمّا النار التي أوقدت لتأكل جسده فقد أحاط بها نور ساطع حتّى تعذّر على الجلادين الاقتراب من النار لتزكيتها وبقيَ الجسد سالمًا. أُقيمت الحراسة على جسد القدّيس، ولكن جاء كاهن مالوس ومعه حمار محمَّل بالخمر. ومن التعب توقف الحمار ليستريح بقرب الموضع الذي كان فيه جسد القدّيس. دعا فرونتون الكاهن الجنود إلى احتساء الخمرة لطيبها. فلمّا سكروا أخذ الجسد وجعله على الحمار فعاد الحمار من ذاته إلى المكان الذي شاءه ثيودوتيوس أن يكون لرفات القدّيسين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share