وُلد من أبوين مسيحيّين متواضعَي الحال، عاش في أماثوس، نما في التُّقى وصار قارئًا. طلب منه والده يومًا أن يبيع الخبز في المدينة، فخرج ووزّعه على الفقراء انسجامًا مع كلام الإنجيل. غضِب والده منه، وإثر وفاة أبيه وزّع كلّ مقتنياته، ورغب في أن يأخذ على عاتقه نير المسيح الليّن الخفيف. فقدم إلى الأسقف منيمونيوس، الذي سامَه شمّاسًا، بعد أن لاحظ صفاتِه الطيّبة. فدحَضَ، بكلامه المشبَع بالمحبّة الإلهية، خداع اليهود والوثنيّين وقدّم عددًا كبيرًا منهم إلى الأسقف طلاّبَ معمودية. وكان خلفًا له بعد أن توفّي. تلألأ، مذ ذاك، يقنع البعض بالحقيقة الإنجيليّة بحججه الدامغة ومجتذبًا البعض الآخر إلى الإيمان بعجائبه البهيّة. كان يطرد الأبالسة ويشفي المرضى بالجسد والرّوح. اقتحم هيكل الوثنيّين وطرَدَ بالسَّوط كاهنة أرتاميس “أنتوسا” التي أمطرَته إهانات وتجريحًا. فتيقّنت أنّ قوة الله كانت مع القدّيس فاعترفت بالمسيح واعتمدت. وذات يوم نظّم الوثنيون مسيرة وهم يحملون تمثال إلهة قبرص. فلمّا مرّوا بقرب الكنيسة خرج إليهم القدّيس تيخون وحطم تمثالهم وبلبل اعتقاداتهم الفاسدة حتّى جعلهم يهتدون ويعتمدون. اشتكى عليه وثنيّان، ومثَل أمام الحاكم وقال له إنّه يقتدي بالله المحبّ البشر، وأنّه يعتبر الوثنيّين مرضى وأنّ الله كلفّه بشفائهم وأنّه مستعدّ لمكابدة معاملتهم السيّئة له. وإذ أكبر القاضي الثّقة الهادئة التي للقدّيس أطلقَ سراحه والعديد من الحاضرين اهتدوا إلى المسيح إثر ذلك. وكان القدّيس تيخن يملك حقلاً زرع فيه كرمًا. التقط يومًا أحد القضبان المرميّة لتكون وقودًا، قدّمه إلى المسيح وطلب منه أن يستعيد هذا القضيب الحياة، وأن يحمل ثمارًا حلوة وافرة. وبالفعل بعد رقاد القدّيس، كلّ سنة، في مساء ذكراه، تكون العناقيد بعد خضراء، ثمّ فجأة نتضج خلال السهرانة وتوجد مسودّة وملآنة عصيرًا، وقت القدّاس الإلهي، لتمتزج بالذبيحة المقدّسة. عندما أخذ القدّيس تيخون من الله علمًا برحيله، ذهب ليزور القرويّين الذين كانوا في الحقول يحصدون الشعير. فأسرع هؤلاء لأخذ بركته وسمعوا صوتًا سماويًّا يدعو القدّيس إلى الدخول إلى ملكوت السموات. بعد ذلك بثلاثة أيّام، مرض، وعزّى والدتَه وذكّرها بأنّنا لا نحيا هنا إلّا على رجاء القيامة. ثمّ جمَع أبناءه الروحيّين، كهنة وعامّة ودعاهم إلى السلوك في خُطى الربّ يسوع وأن لا ينخدعوا بمطربات هذه الحياة. وبعد ثلاثة أيّام لازم فيها الفراش رقد بفرح الربّ وسلامه. وكما وعد القدّيس تيخون استمرّ ساهرًا على قطيعه جيلاً بعد جيل.
طروبارية القدّيس تيخون
ظهرتَ في البرية مستوطناً وبالجسم ملاكاً وللعجائب صانعاً وبالأصوام والأسهار والصلوات تقبّلتَ المواهب السماوية فأنتَ تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بإيمان يا أبانا المتوشح بالله تيخن فالمجد لمَن وهبك القوّة، المجد لمَن توّجَكَ، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع.