تذكار القدّيس الشهيد لاونديوس الطرابلسي ومن معه

mjoa Tuesday June 18, 2024 297

leontius tripoliكان لاونديوس جنديًّا مسيحيًّا في الجيش الرّوماني، امتاز بالبسالة. اعتاد أن يوزّع في الثكنة العسكريّة في طرابلس الفينيقيّة المؤن العسكرية على الفقراء ولا يخفي تقواه من أجل المسيح ويدين عبادة الأصنام. بلغ خبره حاكم فينيقية الذي حصل من الإمبراطور على إذن بالفتك بتلاميذ المسيح، فأرسل مجموعة من الجنود بقيادة هيباتيوس لإلقاء القبض على لاونديوس وسجنه، وانتابت هيباتيوس في طريقه حمّى شديدة وقال له الملاك أن يطلب الشفاء من إله لاونديوس، فعَل هيباتيوس ما أمَره به الملاك ، فتعافى.
دخل هيباتيوس المدينة والتقى لاونديوس، فدعاه ومرافقه إلى منزله دون أن يعرفه، ولمّا قدّم نفسه لهما، إذ ذاك وقع الاثنان عند رِجليه ورجياه أن يخلّصهما من نجاسة الأصنام باتّحادهما بالمسيح. فصلّى من أجلهما فإذا بغيمة تظهر في السماء وتسكب عليهما الماء اللّازم لمعموديّتهما. ولمّا وصل الحاكم عمَد إلى إيقاف الثلاثة وسجنهم. شدّد لاونديوس رفيقَيه بكلام الحياة الأبديّة وكانوا يقضون اللّيل في الصلاة وإنشاد المزامير.
في الصباح التالي مثَل الثلاثة أمام أدريانوس. صرّح لاونديوس أنّه ابن النور الحقّ الذي لا شيء يقاومه وأنّه جنديّ المسيح. اغتاظ القاضي فأمَر بتحطيم عظامه جَلدًا. بقي القدّيس لا يتزعزع فأُعيد إلى السّجن وأجابه هيباتيوس وثيوذولوس أنّهما التحقا بجيش الملك السماويّ ولا شيء يجعلهما يعودان إلى عبادة الأصنام الباطلة.على الأثر سُلّما للتعذيب وجرى قطع هامتيهما.
وهدّد لاونديوس من جديد بمكابدة عذابات رفيقاه، فأجابهم أنّ هذا إكليل لهم وختم لظفرهم الأبديّ وقال للحاكم: “بإمكانك أن ترهق جسدي لكنّك لا تقوى على نفسي”. سلخوه وجعلوا حجرًا ثقيلًا في عنقه ثمّ ردّوه إلى السجن من جديد. وشجّعه ملاك الربّ على الثبات إلى النهاية حين كان يصلّي.
في اليوم التالي أشبعوه ضربًا. فأسلم الروح تحت الضرب وهو يسبّح الله. جعَل المؤمنون جسده بقرب ميناء طرابلس حيث شُيّدت بازيلكا بديعة إكرامًا له. وصار أكثر القديسين إكرامًا في فينيقيا وأكثرهم شهرة في الشرق المسيحي.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share