من مواليد عين زربة في كيليكيّة الثانية، أبوه وثنيّ وأمّه مسيحيّة اسمها أسكليبودورا. إليها يعود الفضل في تنشئته على التّقوى والغيرة لله والتمسّك بالإيمان بالربّ يسوع المسيح. كانت له بالكتب المقدّسة معرفة ممتازة. وُشيَ به لدى الحاكم مرقيانوس، فأُلقي القبض عليه. امتنع عن التضحية للأوثان. جلَدوه وهدّدوه بإنزال عذابات رهيبة به إذا لم يذعن. جواب القدّيس كان: “لستُ أخشى هذه العذابات ولا شيء يجبرني على نكران الشريعة التي ربيت عليها منذ الولودية حتى لو أُحرقت بالنار لأنّ المسيح يقوّيني وله أقرّب، في كلّ حين، ذبيحة التسبيح”. حاول الحاكم المنحرف أن يطعمه لحمًا مقدّمًا للأصنام بالقوّة. ردُّ القدّيس كان أنّ ما تمّ بالضغط لا يمكن حسبانه تضحية ولا ينجّس المؤمن بيسوع. عُرّض للضرب مرّة أخرى. واقتيد إلى عين زربة، فأبدى أمام الحاكم التصميم عينه، نقلوه بعد ذلك إلى إيغي المشهورة بهيكل أسكلابيوس. هدّدوه بالإلقاء بالنار إذا لم يذعن لأوامر قيصر فلم يستجب. جيء بأمّه لتقنعه بالعدول عن رأيه فشدّدته ودفعته إلى الثبات حتى النهاية. أخيرًا جعله القاضي في كيس من الرّمل جعل فيه أفاعي وعقارب وحيوانات سامّة ثمّ ألقاه في البحر. نُقلت رفاته فيما بعد إلى أنطاكية، حيث بُنيت كنيسة إكرامًا له. هناك جرت به أشفية، والنصيب الأبرز منها كان للمعتوهين والممسوسين. أُحرقت كنيسته زمن الغزو الفارسيّ.
طروبارية القدّيس يوليانوس
شهيدك يا ربُّ بجهاده، نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين، وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلات شهيدك يوليانوس أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.