تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة أفسافيوس السميساطي (+379م)

mjoa Saturday June 22, 2024 283

Eusebius the Bishop of Samosata

أبدى القدّيس أفسافيوس السميساطيّ غيرة متنامية للدفاع عن الإيمان القويم كما حدّده آباء المجمع النيقاويّ. خلال حكم الإمبراطور البيزنطيّ قسطنديوس الذي ناصر الآريوسية. اختير أسقفًا على سميساط، ومعاركه من أجل توطيد الأرثوذكسيّة جعلت تأثيره يمتدّ إلى كلّ البلاد السوريّة، وقد تزيّى الأسقف القدّيس بزيّ عسكري وجابَ سوريا وفينيقية وفلسطين يشدّد المسيحيّين ويحضّهم على الثبات في وجه الاضطهاد ويسيم الأساقفة والكهنة سرًّا. وإثر موت الحاكم يوليانوس، اشترك القدّيس أفسافيوس في مجمع ضمّ سبعة وعشرين أسقفًا حول القدّيس ملاتيوس ليعلنوا عقيدة نيقية عقيدة إيمان الكنيسة. وقد اشترك في سيامة القدّيس باسيليوس الكبير على قيصرية الكبّادوك، مذ ذاك ارتبط القدّيسان برباط الصداقة المتينة وناضلا من أجل وحدة الكنيسة. ولمّا تسلّم والنس العرش استبان مدافعًا عن الآريوسيّة لذلك جدّد الاضطهاد للفريق الأرثوذكسيّ فعزل أفسافيوس ونفاه إلى تراقيا. فوجد نفسه عرضة لمخاطر الحرب ضدّ الغوط. وما إن درى مسيحيّو سمسياط بأنّ أسقفهم قد تمّ إيقافه، فأخذوا يبحثون عنه، ولمّا وجدوه طلب إليهم ألا يحاولوا إنقاذه ورفض الهدايا التي قدّموها له ليخفّفوا من شقائه.
ولمّا سقط والنس صريعًا في حملته ضدّ الغوط أعاد الإمبراطور غراسيانوس الحرّية إلى الكنيسة واستدعى من المنفى المعترفين المجيدين بالإيمان. فانضمّ من جديد القدّيس أفسافيوس إلى قطيعه الروحيّ، وانكبّ للحال على العمل ليجعل رعاة جددًا على الكراسي الشاغرة.
في 22 حزيران سنة 349 م دخل أفسافيوس مدينة دوليتشا  فإذا بامرأة آريوسيّة النزعة تُلقي عليه من علو قرميدة ثقيلة أصابته في رأسه. وقبل أن يفارق الحياة طلب عدم ملاحقة المرأة. كلماته الأخيرة كانت نظير صلاة الربّ يسوع والقدّيس استفانوس من أجل أعدائه. 

طروبارية القدّيس أفسافيوس
شهيدك يا ربُّ بجهاده، نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنّه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين، وسحَقَ بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلات شهيدك أفسافيوس أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share