وُلد القدّيس نيقيطا في ثيبة اليونانيّة. في سِنّ الخامسة أوكل إلى معلّمين أبدى لديهم انكبابًا على الدّرس وممارسة الفضائل الإنجيليّة. اجتذب إليه أقرانه نظير المغناطيس الذي يجتذب الحديد. لمّا بلغ السادسة عشر، هرَب برفقة أخيه إلى دير ثيوكليتوس، سلَك في النسك بغيرة كبيرة، كان يسأل الله أن يمنَّ عليه بحياة السكون. نسَكَ مع أخيه في مغارة بالقرب من أوستيا وذاع صيت فضائله في الجوار، كما أنّ عددًا من الشباب التمَس السكن معه فقبِلهم بفرح. كان يبقى الساعات الطوال ساجدًا في الصلاة في نارثكس الكنيسة في النهار واللّيل ولا يخرج من الدير إلاّ عند الضرورة. اقتبل من الله موهبة التسيّد على حيوانات البرّية التي كان يوزّع عليها الطعام بيَده. كان وجهه صبوحًا دائمًا فرِحًا وكلّه نِعمة. كان بأقواله يحرّك دموع النخس لدى سامعيه. بعد أن صنَع رجل الله نيقيطا عجائب جمّة رقد بسلام عمودًا حيًّا يجمع بصلاته الأرض إلى السماء.