وُلد في بورلا وهي قرية في أفسس. في سِنّ السابعة عشرة مات أبوه. ولأنّه كان فقيرًا دخل في خدمة تركيّ جعله على جماله. ضرب الطاعون المنطقة فتفرّق السكّان في الريف هربًا من العدوى، تبِع معلّمه نكتاريوس وسمع أنّ أمّه ماتت قبل أن يتخّذ الإسلام دينًا هو وسِتة خدّام مسيحيّين آخرين، لكن بعد أيّام تبيّن أنّ أمّه كانت لاتزال على قيد الحياة فأسرع للسلام عليها بلباس التركيّ فلمّا نظرَته، صرخت في وجهه ورفضت ردّ السلام عليه وأنّبته على فعلته فانتبه لِما قام به وانتقل إلى أزمير حيث أبحر إلى القسطنطنيّة ومن هناك إلى فالاخيا، واعترف بخطيئته لدى كاهن آثوسيّ، الذي نصحه بالانتقال إلى الجبل المقدّس حيث أقام في قلاية أحد مواطنيه الذي عرضه على عدّة أباء روحيّين وكرّر الاعتراف ذاته، وأعلن توبته العميقة ورغبته الجامحة في بذل دمه من أجل المسيح. لكن كلّ المعرّفين الذين كشف لهم قصده خافوا عليه لصغر سِنّه وحاولوا صرفه عن قصده، وتعرّف هناك بمواطن آخر الذي عرض عليه البقاء معه في إسقيط القدّيسة حنّة. اقتبل الثوب الرّهباني باسم نكتاريوس وكان يقدّم نفسه للشهادة الطوعيّة كلّ يوم صومًا وسهرًا وبكاءً.
لمّا بلغ الثانية والعشرين حظي ببركة الآباء وترك الجبل المقدّس مقرِّرًا المجازفة ليبلغ هدفه المنشود. وصل إلى بورلا مع مواطنه دانيال فاصطدم بذويه الذين أرادوا طردهما خوفًا من انتقام الأتراك، ولكي يسكّن نفوسهم لبس زيًّا تركيًّا إلى يوم صادف فيه عيد للمسلمين، عرض نفسه على القاضي المحلّي وأعلن عن خطئه باقتباله الاسلام ورغبته بالعودة إلى المسيحيّة وأنّه مستعدّ للموت في سبيل ذلك، غير أنّ القاضي لم يسلمه للتعذيب بل صرفه ليفكّر في الأمر، بقي في السّجن خمسة أيّام يتضرّع لوالدة الإله أن تمنّ عليه بهذه النعمة، فلمّا وقف في اليوم التالي أمام القاضي ثابتًا في موقفه، صدر الأمر بالتعذيب واقتبل الحكم الذي صدر عليه بالاعدام وجرى قطع رأسه في 11 تموز سنة 1820.