النبيّ حزقيال

mjoa Tuesday July 23, 2024 366

ezekiel_prophet

إنّه حزقيال النبيّ، أو “الله قويّ” أو “الله يقوّي”. كان كاهنًا من سبط لاوي. دُعي للنبوءة، وامتدّت نبوءته فترة لا تقلّ عن اثنين وعشرين عامًا. عاصَر إرميا، وكان على معرفة واسعة بنبوءته، وهو أحد الذين سُبوا مع الملك يهوياكين، ملك يهوذا، فترة حكم نبوخذنصّر.
عاش مع المسبيّين على نهر خابور، وحمَل شعبه وخدم بين البؤساء والمعذّبين. كتاب نبوءته شطران أساسيّان يتّسم أوّلهما بالتهديد والوعيد، ويمتدّ حتى الإصحاح الرّابع والعشرين. تفوّه به حزقيال قبل خراب أورشليم والهيكل وقبل سبي جديد لليهود إلى بابل. والشطر الثاني إلى آخر النبوة، فيه وعد ورجاء أنّ الله مفتقد شعبه متى حان إنصافه واكتمل سبيه الذي سوف يمتدّ، بحسب إرميا، سبعين عامًا.
الرّؤيا الأولى كانت لحزقيال بين المسبيّين عند نهر خابور، رؤيا الحيوانات، رؤيا البكرات. رؤيا مجد الرب. ووجوه الحيوانات الأربعة كانت شبه وجه إنسان وأسد وثور ونسر. وعند العديد من أبائنا كإيرانيوس وأثناسيوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتيّ وأمبروسيوس ميلان أنّ هذه الوجوه هي للمسيح المتجسّد كما يصوَّر في الأناجيل الأربعة: الإنسان إشارة لمتّى والأسد لمرقص والثور للوقا والنّسر ليوحنّا. وقيل أيضًا إنّما الإشارة بوجه الإنسان هي إلى الحكمة  والأسد إلى القوّة والثور إلى الاحتمال والنّسر إلى السموّ . يدُ الربّ على حزقيال كانت شديدة، فقد جعله رقيبًا على إسرائيل، وحياته رهنٌ لخدمته. وكان على حزقيال أن يمثّل بالرّسم حصار أورشليم وكسر قوام الخبز فيها. ثمّ تأتي آية حلق النبيّ لرأسه ولحيته، ثلث شعره يحرقه بالنّار إشارة للذين سيُحرقون أو يموتون بالمجاعة والوباء داخل المدينة. وفي الإصحاح التاسع يوسم كلّ الذين يعبدون الله ويبقون ويهلك الباقون. “الابن لا يحمل من إثم الآب والآب لا يحمل من إثم الابن. برّ البار عليه يكون، وشرّ الشرير عليه يكون”. (18:20)
وإذا كان الويل عنوان الإصحاحات الأربعة والعشرين الأولى، فالرّجاء هو عنوان الإصحاحات المتبقّية. ففي الإصحاح الرابع والثلاثين، ويلٌ لرعاة إسرائيل الذين يرعون أنفسهم دون الغنم، لكن مصحوبًا بوعدٍ من الله بالسؤال عن غنمه وافتقادها. ومن ثمّ يأتي الإصحاح السابع والثلاثون برؤيا القيامة، بيت إسرائيل، بشريًّا، مغلقٌ عليه كما في قبر لكنّ الله يُقيمه. وفي الإصحاحين الأربعين والثامن والأربعين، يستبين الهيكل الجديد الذي يقيم فيه مجد الله وكذلك الحياة المقدّسة التي “تخرج من عتبة البيت نحو الشرق وتذهب الى البحر فتشفي المياه”. البيت إنّما جسد الرب يسوع الذي قال لليهود أن ينقضوا الهيكل وهو يقيمه في ثلاثة أيّام. أمّا المياه المقدّسة التي تشفي العالمين فهي التي جرت من جنب السيّد وتملأ الدنيا ضياء وتُحيل الأمم، إسرائيل جديدًا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share