أصله هنغاري، خدَمَ هو وأخوه جاورجيوس في قصر الأمير الشهيد بوريس، هذا كان يكنّ له محبّة كبيرة. بعد استشهاد بوريس، نجا موسى ولجأ إلى كييف، إلى بيت شقيقة الأمير ياروسلاف. هناك كان يقضي وقتَه في الصلاة. وحدث أن دحر ياروسلاف سيفاتوبولك، ففرّ هذا الأخير إلى بولونيا ليعود، بعد حين، بتعزيزات ويطرد ياروسلاف ويحتلّ كييف. بنتيجة ذلك استيق موسى أسيرًا إلى بولونيا، حيث لاحظت قوّته إحدى الأرامل الأغنياء فاشترته وحاولت جذبه إلى حياة الفسق بشتّى الطرق، لكنّ القدّيس قاوم كلّ ذلك وزاد على أصوامه وتقشّفه. لم يرق للمرأة فحبسته وفي نيّتها أن تميته جوعًا، لكنّ الربّ الإله أوحى إلى أحد الخدّام فكان يأتيه بالطعام سرًّا. حاول أصدقاءه أن يقنعوه بقبول عرض الزواج من الأرملة فرفض الأمر بالكلّية. أخرجته المرأة من حبسه وفي ظنّها أنّ القسوة لا بدّ أن تكون قد ليّنت نفسه وجعلته يغيّر رأيه، فما كان منه سوى أن اقتبل الإسكيم الرهبانيّ من يد راهب أثوسيّ عابر. ولمّا دخل على الأرملة انفجرت غيظًا وسلّمته للتعذيب حتّى صبَغ الأرض بدمه. كان يقول للجلاّدين: “مستحيل عليّ أن أتخلّى عن التزاماتي الرهبانيّة”. عندئذ عرّضته للتعذيب من جديد. ولكن بعد اندلاع ثورة أطاحت بالملك وقضت الأرملة، جرى إطلاق سراح موسى بعد ستّ سنوات. عاد إلى كييف وانضّم إلى لافرا الكهوف في عهدة القدّيس أنطونيوس. خلَد إلى الصمت والصلاة عشر سنوات بلغ في نهايتها قامة روحيّة مرموقة وأشّع بنعمة الله. رقد بسلام في الربّ سنة 1043م. بقاياه محفوظة غير منحلّة في مغارة القدّيس أنطونيوس.