رعائيّات 3

mjoa Tuesday July 30, 2024 47

ليسَ بجديد أنّ، في الكنيسة، من جهودٍ مُلفِتة لا تُثَمَّر نتيجة عوامل مختلفة منها غياب قنوات التنفيذ وضعف التنسيق وعدم التوافق بين الرعايا والأبرشيات على الأولويّات الأهمّ.

 

فإلى المقرّرات الهامّة للمؤتمر الأنطاكيّ الذي انعقد  العام ٢٠١٤  في البلمند بدعوةٍ من غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، والتي لم تجد، حتّى اليوم، سبيلًا إلى التنفيذ، تبرز، في السياق، الرسالة الرعائيّة حولَ “العائلة” التي وجّهها المجمع المقدس، المنعقد موسَّعًا، في تشرين الأوّل من العام ٢٠١٩.

خصوصيّة الرسالة، التي عاكستها أيضًا، في حينه، الظروف الصحيّة التي أحاطت بالعالم، أنّها وليدة ورشةٍ مجمعيّة قاربَت، بجرأةٍ مشهودة وجدّية، عناوينَ شائكة كالاستهلاك والزواج والاجهاض وبداية ونهايةِ الحياة والمثليّة والمساكنة ووهب الأعضاء والتحرّش بالأطفال وغيرها من الشجون التي تُثير فينا القلق والتساؤلات، وبتوجّهٍ يحترم العِلم الخادم للانسان ويُثمِّنه، ودونَ أن تهدف، بالضرورة،  الى كلمةٍ كنسيّة حاسمة تشمل كلّ تلك المواضيع.

فمع التوجيهات التي حملتها للمؤمنين، لم يخفَ، في الرسالة، الرجاءَ بأن يتفاعل أبناءُ الكنيسة مع اطلالة رعاتهم الأولى على هذه الشجون برجاءِ اطلالات أخرى متمِّمَة تولَد من هذا التفاعل، ومن المتابعة الرعائيّة وما قد يقدّمه العِلم من جديدٍ، مُساعِد، في بعضِها.

 

فتعدّد الآراء في ما حملته الرسالة، والاختلاف حوله، إنْ وُجد، لا يُبطل كونها اطلالةً استثنائيّة لكنيستنا على تحدّيات تتفاقم إشكالياتها وتزيد  اليوم، ما يتطلّب من الكنسيّين أن يمدّوها في القلوب النابضة بالربّ والعقول المُعَمَّدة بإنجيله لتُعَمَّم وتناقَش وتكون منطلقًا لحوارٍ، لا يُقفَل، سعيًا إلى ما يتوافق وإرادة الربّ، وغايته، من الخلق ويؤازر المؤمنين في سعيهم إلى أن تُنار سبُل حياتهم بضياء الانجيلِ وتُكَلَّل بالسلام في المسيح.

———-

-على هذه الصفحة:

رعائيّات 1  بتاريخ 8 حزيران ٢٠٢٤

رعائيّات 2 بتاريخ 15 حزيران ٢٠٢٤

0 Shares