عاش القدّيس أفدوكيموس خلال حكم الإمبراطور البيزنطيّ ثيوفيلوس المحارب الإيقونات. والداه باسيليوس وأفدوكيا كانا على رفعة في المقام من أصل كبّادوكي. تميزّا بتمسّك ثابت بالإيمان القويم وتقوى حارة بثّاهما في ابنهما. تلقّى قديسنا تعليمًا مرموقًاً، فأسند إليه الإمبراطور الحاكميّة العسكريّة لبلاد الكبادوك، ولكلّ الإمبراطورية فيما بعد. لم يستغلّ هذه الامتيازات لمتعتِه ومجده بل جعل منها أدوات للفضيلة. وقد لمَعَ وسط اضطراب العالم. اقتنى النقاوة اللّازمة ليمثل طاهراً أمام الله. وأضاف وفرة من ثمار المحبّة والرّأفة حيال الفقراء والأرامل والأيتام حتّى صار إناءً مختاراً لنعمة الله وأيقونة حيّة للفضيلة. لا يتحفّظ وحسب في شأن إصدار الأحكام، أيًّا تكن، على سواه، بل يجد أيضاً ما يمنع به الآخرين من التفوّه بما يجرح القريب. كان يعلّم أنّ على كلّ واحدٍ أن يعتد السماع أكثر من الكلام. هذا أثبَته عمليّاً بوضع موضع التنفيذ، في تعامله مع الآخرين، دون كلام كثير، كلّ الوصايا الإلهيّة. أصابت القديس أفدوكيموس علّة صعبة، وهو في الثلاثين، فأعدّ نفسه وصرف أقرباءه وتحوّل إلى الصلاة إلى ربّه. سأل العليّ ألا يُمجَّد بعد موته. رغم تمنّيه، لم يبقَ السراج تحت المكيال. فحالما أودع القبر تحرّر به ممسوس من روح غريب أقام فيه، وقام ولد مخلّع صحيحاً معافى. تضاعفت العجائب بقرب ضريحه، خصوصاً بزيت القنديل الذي بقي مشتعلاً ليل نهار. حتى للبعيدين كان يؤخذ للمرضى تراب من قبره تُفرك به مواضع الألم في أبدانهم فيشفون. فُتح قبره بعد ثمانية عشر شهراً من رقاده المغبوط، بناء لطلب والدته، فوُجد الجسد غير منحلّ تنبعث منه رائحة عجيبة. نُقلت رفاته، فيما بعد، إلى القسطنطينيّة وأُودعت كنيسة على اسم والدة الإله شيّدها ذووه.
طروبارية القدّيس أفدوكيموس
إنّ الذي دعاك من الأرض إلى المساكن السماويّة أيّها القدّيس قد حفظ جسمك بعد الموت وصانَه بغير فساد لأنّك قضيتَ حياتك بالعفاف والسيرة النقيّة فلم تدنّس جسدك أيّها المغبوط أفدوكيموس فلذلك تشفّع بدالة إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا.