ميلاد العذراء مريم (٨ أيلول) بعد بدء السنة الطقسيّة في الكنيسة المقدّسة بأيّام، يحلّ عيد ميلاد السيّدة العذراء، وقبيل اختتام السنة يحلّ عيد رقادها، وهي الّتي حُبل بها بوعدٍ من الله لوالديها يواكيم وحنّةَ، ذلك، بعد أن مضت على زواجهما سنون طويلة، فكانت ثمرة بطنهما: “مريم”؛ الّتي امتلأت من الرّوح القدس بقُدرةٍ إلهيّة.
ميّزت الكنيسة العذراء مريم واحتفلت بعيد ميلادها*، مع أنّه في كنيستنا المقدّسة لا يُحتفل إلّا بعيد رقاد القدّيس. لكن، العذراء مريم لها مكانة خاصّة في الكنيسة، إذ حملت في أحشائها الإله المتجسّد.
مع العذراء مريم المولودة من أمٍّ عاقر، تحوَّل العالم من عُقرٍ إلى خصوبةٍ، مثلما نرتِّل في خدمة سحر العيد: “… إنَّ الثمرة الّتي برزت من العاقر بإشارةِ خالق الكلّ وضابطهم قد أزالت عُقم العالم من الصّالحات بشدّة بأس…”.
فمع ولادة العذراء ابتدأت العودة إلى الملكوت، لأنّها هي السلّم الّتي بها انحدر الإله، وقد أعطت الكنيسة للعذراء لقب: “حوّاء الجديدة”، لأنّه معها حصل الخلاص لكلّ العالم بعد أن حصلت المعصية مع حوّاء الأولى.
ففي ميلاد العذراء مريم بشّر الفرح كلّ المسكونة لأنّه منها أشرق شمس العدل مخلّص العالم، على رّجاء أن نزرع هذا الفرح في قلوبنا وأذهاننا، ونجعله مصدر فرح وأمل دائمَين في حياتنا.
*إضافةّ للعذراء مريم تحتفل الكنيسة بعيد ميلاد القدّيس يوحنّا المعمدان.