خدمتنا والمنسيّون

ريما ونّوس Monday September 30, 2024 74

وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ. (أفسس ٣: ٢٠-٢١)

إنّ سر المسيحيّة في أن الجماعة لا توجد إلا بمقدار تحسسها بالآخرين. “مع الآخرين فقط أنت كائن، في المحبة أنت موجود” (المطران جورج خضر). لذا، كان من البديهي ان تعي حركة الشبيبة الأرثوذكسية، منذ انطلاقتها، أنّ محبتها ليسوع وصلاتها له، لا تكتملان إلّا إذا تجسدتا اهتمامًا بكل هؤلاء الذين أوصاها بهم يسوع (متى ٢٥).
الرب يسوع يعلي محبة وخدمة هؤلاء المنسيين ويجعلها محك كل وعي والتزام مسيحيين “لأن هؤلاء الأحب إلى قلبه، ويجب أن يكونوا إلى قلبنا نحن أيضًا”، حسب تعبير المطران جورج خضر.
ولأنّ الحركة التزمت قضية المسيح، ولأنها آمنت أنّ المحبة أمر يدوم، وأمر يواظب عليه، تسعى دائمًا أن تكون ممّن يسمّيهم القدّيس يوحنّا الذهبي الفم “الخدّام الأوفياء”.إذ نسمعه يقول:
“ليكن لديكم غرفة يأتي المسيح يسكن فيها، وليكلّف أوفى الخدّام أن يُدخِل إليها ذوي العاهات والشحاذين والذين لا سقف لهم…” باستقبال الخدّام لهؤلاء يكونون قد “استقبلوا المسيح”.

إنجيلنا المقدّس يّعلمنا أن الحبّ المقرون بالخدمة هو محك الصدق في علاقتنا بالله. في هذا السياق يقول المطران جورج خضر : “من أحبّ الأخوة حبًا كبيرًا لا يدان أسوةً بالشهداء وهم عند معلمينا لا يدانون لأنهم أدركوا المحبة الكاملة”.
من التزم المسيح، التزم الكلّ في المسيح خدمةً، لئلا يبقى المسيح وحده معلّقًا على صليب النسيان

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share