في الذكرى الرابعة لانتقاله

الأخ رامي حصني Tuesday October 22, 2024 134

البروفيسور إدوار لحّام واحد من تلك القامات المنيرة التي حملت لواء النهضة وأسّس حركة الشبيبة الأرثوذكسية عام ١٩٤٢ مع شقيقه ألبير لحّام وجورج خضر والياس مرقص وغابي سعادة وغيرهم. هو الذي كتب ما ردّده الرعيل الأول: “بنا يخضرّ الربيع، ربيع النهضة، لأننا أبصرنا، ونحن في العشرين، أجمل أحلامنا”، وقد أنشدته الجوقة الأولى للحركة بقيادة غبريال سعادة.

تعرّف إدوار ورفاقه على المسيحية في مدرسة الفرير وتعرف فيها على الأرثوذكسيّة في مجلة وزعها أحد الرهبان في المدرسة. وزاد عمق معرفته الإيمانية في كتاب “الارثوذكسية” لسيرج بولغاكوف.
وتأثر أيضا بالأب ليف جيلله. كان يسحره القداس الإلهي حيث غرف معانيه من تأملات نيكولا غوغول.
تولّى مسؤوليات عديدة في الحركة نذكر منها مسؤولية الأمين العام، والمكتب الثقافي (الارشاد) في الأمانة العامة. انكبّ منذ تأسيس الحركة على مراسلة كل جمعية، كل تجمّع، كل معهد أورثوذكسي في العالم. وكان له الفضل في التواصل مع معهد القديس سيرجيوس من أجل إرسال “جورج خضر” و”إغناطيوس هزيم” لدراسة اللاهوت فيه.

عُرف بحماسته رغم عمره المتقدم، وكان الشباب همّه المستمر. استضاف العديد منهم واعتنى بالمغتربين القادمين إلى فرنسا. قاد مجلس الرعية في باريس لسنوات طويلة وكان يردد للشبيبة: ” عليكم التفكير بكيفية الحفاظ على الارثوذكسية في الغرب، وجعلها دائما جذابة”
وهو كان القدوة في ذلك، أكان في مختلف الكنائس الارثوذكسية، أم في الجمعيات المختلفة وخاصة الأخوية الأرثوذكسيّة.

البروفيسور لحّام، الطبيب اللامع على مستوى الوطن، عُرف بالبساطة، والتواضع، والكرم، وظل يعاين المرضى حتى رمقه الاخير وقد اجتاز التسعين من العمر.

في هذه الإيام الصعبة التي نعيش، نستلهم إدوار لحام بالأمل، والرجاء الراسخ في الإيمان بالقيامة، وهو قال ذات يوم:
“حاضرنا سوف يتبدّل ولا بد من ليالٍ ثلاث في دياجير القلوب قبل بزوغ نور القيامة. وقد عكسنا هذا النور، نور القيامة البهج على كل حياتنا فأضاءها وسوف يسعنا أن نحتفظ به في جميع حقول عملنا.
أن نحافط على ابتسامة مشرقة مدى حياتنا هذا هو المبدأ الذي لقنتنا الحركة ومثلت به شخصيتنا. وقد قال السيد المسيح” “فرحكم لن ينزعه أحد منكم”.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share