في عِلم لاهوت الإخلاء – أيــــن اللـــه مِنْ شَرِكة آلامنا؟

ليديا عادل حنا Friday November 21, 2025 379

مساهمة ليديا عادل حنا في مسابقة «أقرب الى فكر كوستي بندلي».
مشاركتنا اليوم مع الأخت ليديا عادل حنا من مصر.
نشكر الأخت ليديا التي قدّمت نصًّا إبداعيًّا بعنوان: “أيــــن اللـــه مِنْ شَرِكة آلامنا؟”
من وحي تعاليم كوستي بندلي عن مسألة الألم والشر وصلاح الله، وندعوكم للاطلاع على المساهمة الكاملة أدناه

تابعونا يوميًا لاكتشاف بقية المساهمات التي سننشرها تباعًا.

كيف حاول الفنان الإيطالي ميكِلآنجلوMichelangelo تجسيد مشهد موت يسوع بعد إنزاله مِنْ على الصَّليب؟
لقد حاول تجسيد المشهد في شكل الجسد مسجى بين يدي أمه المفطورة القلب، الباكية بدون دموع، وقد أطلق على التِّمثال عنوان “الرحمة” La Pietà
ولكن…
أيَّة رحمة تلك الَّتي استطاع الفنان رؤيتها هُنا؟!
أيَّة رحمة، بل أي عدل في موت الابن الكلمة المتجسد؛ بل قُل أي عدل في التَّجسد؟
أو أيَّة رحمة استطاع أنْ يراها في دموع أم ثكلى تحمل جسد ابنها بعد موته وقد تحجرت كل الكلمات واستحت الدُّموع فلمْ تََتجَرَّأْ على الانهمار مِنْ مُقلتيها؟
أين تستطيع أنْ ترى أو أنْ تَعي رحمة الله إلَّا مُتَجَلِيّة في هذه الدَّمعة نفسها الَّتي لا تستطيع عينك أنْ تراها، ولكن تستطيع فقط أنْ تدركها بعيني قلبك!

بعيدًا عن التَّجسد يستطيع الإنسان أنْ يُزايد بكل ما يملك مِنْ أدواته اللُّغويَّة والعلميَّة والاستعلائيَّة في القطع بالمعرفة؛
أمَّا في التَّجسد، فتعجز كل الكلمات والتَّعبيرات والتَّبريرات عن الوصف وتخجل حتَّى مِنْ محاولة الوصف.
بالحقيقة باطلٌ هو تعب كل إنسان في محاولة وصف الله بتعبيراته البشريَّة العاجزة القاصرة لينسب إليه صفات مثل الغضب، والعقاب، والانتقام،والنِّسيان، وغيرها؛ فالله لا يُمكن حصره لا في لغة بشريَّة ولا في عقل بشري. هوالله،الأعلى مِنْ أنْ يحتويه عقل والأسمى مِنْ أنْ تحصره لغة، لأنَّ “جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ.. وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ”(١كو 25: 1).
فنحن جميعًا أمام سِر الله نقف صامتين متعجبين ونقبل نعمته شاكرين في حدود ما استعلن لنا عن شخص الله في المسيح. هو الله محب البشر الصَّالح صانع الخيرات ونعمته لنا هي نعمة الخلاص ويقين القلب في شَركة الحياة الأبديَّةالتي هي شركتنا الدائمة في شخصه الكريم.

“مستحق بالحقيقة وعادل أنْ نُسبحك، ونُباركك، ونخدمك، ونسجد لك، ونُمجدك أيها الواحد وحده الحقيقي، الله مُحب البشر. الَّذي لا يُنطق به، غير المرئي، غير المُحوى، غير المُبتدئ، الأبدي، غير الزَّمني، الَّذي لا يُحد، غير المفحوص، غير المستحيل، خالق الكُل، مخلِّص الجميع. غافر خطايانا، منقذ حياتنا من الفساد. مُكللنا بالمراحم والرأفات…”.
(أنافورا القديس غريغوريوس كما تصليها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية)

La Pietà :

هذا العمل الفني الضَّخم موضوع الآن في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان وهو روعة فنيَّة مصنوعة مِنْ المرمر الخالص. لقد نحت الفنان ميكلأنجلو ثلاثة أعمال كلها تُعد تصوير لنفس المشهد، ولكن على ثلاث مراحل مختلفة مِنْ حياته، وفي كل مرحلة كان فنه يعكس عُمقًا خاصًا ومتميزًا عن المراحل الأخرى.

بقلم: ليديا عادل حنا
القاهرة في 8 أكتوبر 2025
من وحي تعاليم كوستي بندلي عن مسألة الألم والشر وصلاح الله

لتنزيل الملف : ليديا حنا

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share