مساهمة نبال غزالة في مسابقة «أقرب الى فكر كوستي بندلي».
مشاركتنا اليوم مع الأخ نبال عزالة من قطنا، دمشق، سوريا.
نشكر الأخ نبال الذي قدّم فيديو ونصًّا إبداعيًّا بعنوان: “احسبوهُ كلَّ فرحٍ“
مستوحى من مقال كوستي بندلي بعنوان: “كيف يتفق وجود المصائب مع قدرة الله وصلاحه؟”، وندعوكم للاطلاع على المساهمة الكاملة أدناه
تابعونا يوميًا لاكتشاف بقية المساهمات التي سننشرها تباعًا.
بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
حركة الشبيبة الأرثوذكسية ـ مركز دمشق
فرع مار الياس الغيور ـ قطنا
أقربالى فكر كوستي بندلي
شهواتٌتطرقُ بابك، تتخبطُ تلك الأفكار الخاطئة في رأسك،لتنصاعَ بكل فرح ٍ لها، فتتملكُكَ في جوفك وكليتك، تصفعك على وجهك فتحسبها تجربة ًشريرة ًمن الله،تعثرت وسقطت…….
فلم لم تقموتحارب تلك الشكوك والصدامات؟وتمسك بيد الله الممدودة نحوك دائما والتيستنتشلك من عمق بحر افكارك الهائج، يا بني لتعلم ان الله لا يجرب شروراً، لتعلم انه قريب منا، فإما أن نمسك يده ونقوم او نبقى عالقين في ظلال اليأس والخطيئة، مقدسا ً حريتنا وإلاأضحينا مسرح دمى، ليضحك علينا الشر المختبئ في زويا الامل.
يا بني ….
” لا يقل أحد إذاجرب، أني أجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحدا ” (يعقوب1:13)،
فحياة الإنسان – أيا ً كان – لا تخلو من التجارب والضيقات، فهي للكل حتى للأنبياء والقديسين، ولكنمن اين تأتي التجارب؟وكيف؟ومتى؟وأينيكون الله في حينها؟
إخوتي ….
لقد اعطانا الله الكلي الخير، الحرية المطلقة وهذه نعمة من فيض حبه لأنه ولدنا أبناء وليس عبيد إلا أننا امسينا نستخدم هذه الحرية في قرارات واعمال لا توافق إرادة الله، مما جعلنا ننخدع بشهوتنا فتضعفنا
حتى تلد الخطيئة وهنا عمل الشرير،وهنانقع! أو بالحري نوقع ذواتنا في التجربة،نعم! بعلم الله -لأنه يعلم كل شيء – لكنها ليست إرادته …… إنها حريتنا،
إلا أنه ….
يبقي عينيهُ علينا! يده ممدودة لنا، يحيطنا بعنايته الإلهية، ينتظر عودتنا، إنه معنا في المركب.
إن هذا النوع من التجارب الصادرة منا وإلينا، لا نقبل،لا بل ونرفض نسبها الى الله، فهو القائل: ” الشيطان ليس له فيّ شيء ” (يوحنا14:30)، فيهوذا الإسخريوطي قد وقع في فخ الشيطان وفخ شهوته وانخداعه حتى اهلك نفسه،وربنا يسوع المسيح كان معه في كل لحظة محذرا ً، مؤدبا ً، وناصحاً، إلا أن قراروحرية يهوذا هي التي اوقعته في الخطيئة؛ فهل نقول: ان الله جرب يهوذا؟!حاشا؛ فالتجربة ليست مكتوبة على الجبين،وانما تأنينا من شهواتنا وبسببها.
وأما ….
ما يأتينا من اضطهاد والآلاموأوجاع كما حدث مع لعازر المسكين (لوقا 16: 20)، علينا ان نحتملها بصبر وفرح، فهو امتحان الإيمان والخلاص العتيد أن نعيش به مع الله.
به ….
نستعيد طريقنا لو انحرفنا عنه ….
يخلصنا الله من فم الأسود الزائرة ….
أنقذ أيوب من خطر الوقوع في البر الذاتي ….
انها الشوكة التي رافقت بولس الرسول …
أليس مفرحاً ان نرى معونة الله من خلال ضيقاتنا؟
إن قوات السماء تقف معنا وتصد عنا
” ملاك الرب يخيم حول خائفيه وينجيهم ” (مزمور 34).
نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين،ونحن نجونا ” عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض” (مزمور 124).
والله …..
لا يدعنا نجرب أكثر مما نحتمل …
يعطينا مع التجربة منفذ …
يعطينا مع المرارة حلاوة …
يخرق شباكنا بعد التعب بالسمك …
معنا أكثر مما نكون مع أنفسنا…
من لدنه كل العطايا الصالحة …
فقد كان مثالاً….
في كل شيء، في كل وقت، في كل زمان ومكانوخارجهما، حتى في الألم،نعم!!
” لأنه فيما هو قد تألم مجرباً، يقدر ان يعين المجربين ” (عبرانيين 2: 18)
باحتماله الصلب علمنا كيف نحتمل ثقل الآلام وكيف نصلب ذواتنا وشهواتنا، حتى نجي بالخير ثمار آلامنا، انه يتألم مثلنا وفكرة الاله المتألم تتناغم مع غرائزنا في علاقاتنا وتعطينا راحة كبيرة في أوقات المعاناة، ففي تلك اللحظات الصعبة عندما تغمر الدموع وجوهنا، يكون اللاهوت هو الأهم.
فهو يهمس في ملذاتنا، يتحدث في ضمائرنا،لكنه يصرخ في المنا …
ان مكبر الصوت بإيقاظ عالم اصم، فنحن ندرك تماماً شخصية الله في معانتنا عندما نفقد اكتفائنا الذاتي،وندرك مدى ضعفنا الحقيقي.
أخيراً وليس آخراً …
ان كان الله يجرب أبنائه بالشرور فباطل هو تجسده وصلبهوقيامته!!حاشا حاشا حاشا
فلنفرح في كل حين ونشكر في كل حين لان امتحان ايماننا ينشئ صبرا معمولا به عملا تاماً، غير مشككين بان الله بصلاحه قادر ان يحول ضيقاتنا الى خير،فالضيقة قد سميت هكذا لان القلب قد ضاق لان يتسع لها، اما القلب الواسع فيحتملها ويقبلها.
عالمين بانه …….
في العالم سيكون لنا ضيقوعالمينوواثقين بالأحرىان الهنا يسوع المسيح قد غلب العالم (يوحنا 16: 33).
بقلم الخادم: نبال غزالة
لتنزيل الملف : نبال
