الناموس القديم والإيمان

mjoa Thursday December 6, 2012 115

هـمّ بولس الكبير في الرسالة الى أهل غـلاطيـة أن نثبُت في الحـريـة التي حـرّرنا المسيح بها ولا نبقى مرتبطيـن بنـاموس موسى لكوننا وصلنا الى الإيمـان. وتـوضيحـًا لقيامنا بالمسيـح بالإيمان وأننا تبـرّرنـا بـه، يـوضح الـرسـول أننـا لا نخلص بطاعـة المسيـح، ويـأتينـا بكـلام يـدل عـلى ان اليهود الذين رفضوا المسيح هم عبيد مع مدينة اورشليم، ويقـول ان المسيحيين أكانوا من الأمم أصلا ام من اليهود هم مواطنـو اورشليـم السمـاويـة.

الدليل الأساسي على النعمة والحرية هي الخبرة المسيحية لحياة جديدة في المسيح. ويحـثّ كل الذين كانوا تحت الناموس المقـروء في المجامع أن يفـحصوا نتـائـج اتخاذ الناموس عوضا عن النعمة كطـريـق خـلاص.

توضيحًا لموقفـه يدخل الـرسـول في تـأويـل وضع إسماعيـل ووضع إسحق ابني إبراهيم. أُمّ إسماعيـل هـاجر كانت عبدة لسارة أُمّ إسحق الذي هـو ابـن المـوعـد. ابن الجارية مولود حسب الجسد. كان لسارة تسعون سنة لما وُلد منها إسحق. هنا يؤكد بولس أن الأمر صار ممكنا بسبب الإيمان. هذا ما سمّاه الموعد. إسماعيل ظهر بلا موعد دون غاية روحية معينة وليس له مساهمة في تاريخ البشرية. اما فرع إسحق فأعطى المسيح.

ويوضح بولس أن هاتين سارة وهـاجر يـرمـزان الى عـهـديـن، أحدهما من طـور سينا وهو جبـل في ديـار العـرب وينـاسـب اورشلـيم الحـاليـة، وفـي الـواقـع ان طـور سينا المعروف الى اليـوم بهـذا الاسـم هـو في ديـار العـرب (وليـس من مصـر). اورشليـم التي لم تصل الى حـريـة أبنـاء اللـه اي التي بقيـت على عبـوديتها اليـهـوديـة هـي عـاقـر ولـم تـلـد أحـدا بالـروح اي بـقـيـت علـى الجـحـود الـيهـودي. امـا نحـن المـولـودين من اورشليـم الحُـّرة فأولاد المـوعـد سـواء انحدرنا من إسحـق في الجسد أَم لم ننحـدر لأننـا بالإيـمـان أبـنـاء إبراهيم. الذين لم يؤمنوا بالمسيـح وُلـدوا حسـب الجـسـد فـي شهـوات هـذا العـالـم، وهـؤلاء يضطهـدون الذين وُلدوا حسب الروح اي في الروح القدس بالمـعـمـوديـة.

مـاذا يستنتـج بولـس من صـورة سينـاء وصـورة اورشليم الحـرة. يـريـد أن الـذيـن بقـوا بلا مسيـح هم أبنـاء الجـاريـة ولا يـرثـون مع ابـن الحـرة. يصـل بـولـس بعـد هـذا الى القـول اننا لسنا اولاد الجـاريـة بـل أولاد الحـرة. نحن تَحرّرنا من النظام الموسوي القديم وبتنا أولاد الحرية. “لقد دُعيتم الى الحرية” التي حررنا فيها المسيح ليس فقط من الخطيئة ولكن من الناموس ايضا وجعلنا أبناء المحبة التي صارت الناموس الجديد الذي نحيا فيه. لهذا تغلّبنا على عبودية الخطيئة وعبودية الناموس وباتت علاقتنا مباشرة مع الله في دم المسيح وفي قيامته.

أنتَ اذا تحررتَ من الخطيئة تصير قائمًا في البر الذي يأتيك من الإيمان بيسوع. وهذا يفرض عليك قانون المحبة الذي ليس فوقه قانون. بهذا تأتي من أعماق المسيح وتُلازمها وتُلازمك ما دُمت في سلوكك ابنًا لله.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
رَعيّـتي تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share