ابانا البطريرك
كم كانت فرحتنا كبيرة في الربيع الماضي عندما صنعت الفصح عندنا. كانت اوّل مرّة يشاركنا مطران عيدنا. عرفت رعيّتنا ما معنى ان “حيث يكون الاسقف تكون الكنيسة”.
لو كنّا نعلم انّها آخر مرّة تشاركنا كاسقفنا لخلطنا تلك الفرحة بغصّة. لو كنّا نعلم الى اين انت ماض لسجنّاك في افئدتنا ومنعناك من الذهاب. لوكنت تعلم الصليب الذي ينتظرك لقبلت السجن برضى.
لكنّ ذلك الكتاب المفتوح فوق رأسك والذي تحدّثنا عنه كثيرأ في تلك الأمسيات الربيعيّة الجميلة لم يلدك لنستاثر نحن بك بل ولدك لتكون خادما لكلّ انطاكية. انطاكية التي ولدت من مشرقها ومددته الى مغربها مذ زرتنا من اكثر من عشر سنين حاملا سلام سلفك المثلّث الرحمات البطريرك اغناطيوس لنا.
لن نذكرك الا اسقفا شابا لا تفارق ابتسامة الاطفال عينيه.
ستدخل الآن اقدم المدن واجمل المدن واعرقها في فترة ميلادية. ستلد يسوع للناس كما علّمنا معلّم الوداعة بولس بندلي.
سترى انّ المسيح بصليبه سبق ميلاده في بلاد تعاني اشدّ المعاناة. القامات المتعبة ستبتهج بك. ستعزّي تلك الوجوه الحزينة الطيّبة بانّنا من القيامة واليها راجعون.
سيقول لك ناس البلاد وعلى رأسهم نصارى واديها الذين يعشقونك: مبارك الآتي باسم الربّ
ستقول لهم: مبارك صمودكم في كنيستكم وارضكم ووطنكم.
سيحبّك الجميع رئيس اساقفة المشرق كما احبّك الجميع هنا رئيس اساففة المغرب. الانطاكيّون وغير الانطاكيين المسيحيّون وغير المسيحيّين. ما زلت أذكر في الصيف المنصرم حين اسرّ لي شيخ نسّاك اليونان هنا زخريّا انّك احبّ زائر الى ديرهم.
نهار تسلّمك عصا الرعاية في اوروبا وعدتنا وعدا صادقا بانّك دائما راهب. ستظلّ راهبا ارثوذكسيا لا يلين مع نظرة مسكونيّة ثاقبة.
الا اعانك المسيح على حمل صليبه وحمتك والدة الاله. وليكن جبلها المقدّس الذي عشقته منذ صباك بوصلتك في خضمّ لجج المشاكل التي ستجابهك.
فليوفّقك المسيح ويمنحنا ان نخدم سويّة عروسه الكنيسة البهيّة. كنيسةّ لادنس فيها ولاوسخ.
ميلاد مجيد
نجيب كوتيّا
لندن في 21 كانون الأوّل 2012