سيادة المطران جورج خضر يترأس قداس عيـد ختانـة الرب يـسوع بالجسد، وعيـد القديس باسيليوس الكبير، في كنيسة القيامة (الحازمية)

mjoa Tuesday January 8, 2013 96

رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس صباح الأول من كانون الثاني القداس الإلهي بـمناسبة عيـد ختانـة الرب يـسوع بالجسد، وعيـد القديس باسيليوس الكبير، في كنيسة القيامة (الحازمية) بحضور عدد من المؤمنين. ألقى سيادته العظة التالية:

 

 

“قد أَصدمُكم اذا قلتُ أن لا عيد اليوم في الكنيسة. ما عندنا عيد رأس السنة. إذًا نحن هنا لسبب آخر، والسبب الذي من أجله نحن مجتمعون أَوضحه بولسُ الرسول في ما استمعتم اليه اليوم في رسالته قائلا عن المسيح انه “فيه”، في يسوع، “يحلّ كلّ ملء اللاهوت جسديا”، إذ انسكب اللهُ كله في جسد هذا الشخص الذي كان يُدعى في بيئته يسوع الناصري. جاءنا الخلاص بشخص يسوع المسيح الإله والإنسان معا. ثم يقول بـولس، “فيـه”، اي في يسوع، “خُتنتُم ختانا ليس مِن عَمَل الأَيدي، بل بخلع جسم الخطايا البشرية عنكم بختانة المسيح”. ما معنى هذا الكلام؟

اولا الختانة هي عملية جراحية تُجرى على صبيان اليهود. اقتبل يسوع الختان باعتباره خاضعا لشريعة موسى. وفي قبول يسوع لهذا الختان، حررَنا نحن من الختان. اذًا المسيحيون لا يختنون الصبيان. الكنيسة لا يهمّها هذا الموضوع كله. يقول بولس هنا، نحن لا نخضع للختان جسديا.ما معنى أن لا ختان في المسيحية؟ معنى ذلك أنه لم يعُد هناك مِن يهودية. الختان رمزٌ من رموز الدين اليهودي قبِلَه يسوعُ باعتباره متمّما للشريعة. وبعد أن قبِل يسوعُ الختان، حرّرَنا مِن الختان.

ولكنه يقول انكم تخضعون لختان المسيح. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنكم تقطعون منكم، ذكورا وإناثا، تقطعون جسم الخطيئة. الخطيئة هي مثل جسم غريب ليس من طبيعتنا. ترمون الخطيئة بعيدا عنكم، تتركونها. هذا هو ختان المسيح. كيف تختتنون بختان المسيح؟ كلمة استعملها بولس فقط ليقول ان ختان المسيح هو المعمودية. إذًا نحن لا نُنفّذ فرائض اليهودية وأحكامها. نحن دخلنا مع المسيح مع أبيه وروحه القدوس بالمعمودية. هل نحن واعون المعمودية؟ علينا ان نفهم أننا، نحن المعمّدين، بشرٌ جُدُد. نحن لسنا مثل كل العالم. انا لا أقول أننا أفضل من بقية الناس. لا. نحن عقلنا مأخوذ بأن المسيح طهّرَنا من كل خطيئة، ويُطهّرنا من كل خطيئة، ويجعلنا بشرا جددا. عندما ندخل في أعماق الله، عندما نذوق الرب بإيماننا ونتناول جسده ودمه، نصير مختلفين عن كل الناس. أنا لا أقول اننا أَحسن سُلوكا من أيّ انسان، ولكن إيماننا أن الله نزل فينا، نزل داخِلَنا، جاء من امرأة، وسكن في كل واحد منكم بالمعمودية. نحن أَمَتّْتنا الخطيئة بالماء. هذا الرمز. نحن المسيحيين نعمل عن طريق الرموز. نقول لله: هذا ابنُنا الذي عمّدناه اليوم سيكون لك. لن َيكون لملذّاته ولماله ولنفوذه ولسلطانه. في المسيحية لا يوجد سلطة. في المسيحية محبةفقط. دخلْنا نحن في ديانة المحبة. أؤكّد هذا لأن لا محبة الا في الدين المسيحيّ. ما سمعتُ أحدا غير يسوع المسيح يقول “أَحبّوا بعضُكم بعضا كما انا أَحببتُكم. ما معنى هذه الوصية؟ كيف هو أَحبّنا؟ أَحبّنا حتى الموت. انتم الجالسين هنا كلّكم لن تكونوا مسيحيين أبدًا الا اذا اقتنعتم أنكم مستعدّون لتموتوا من أجـل المسيـح. إن لـم تقتنعــوا أنـه، فـي بـعض الحــالات، يعطي الإنسان حياةً، يُضحّي بها من أجل الآخر، تبقون في الأنانيات وفي ملذّات هذه الدنيا.

نحن اليوم، ابتدأنا السنة المدنية. في الكنيسة عندنا فقط عيد ختانة الرب وعيد القديس باسيليوس الكبير. نحن اليوم في بدء السنة الجديدة، نقرّر أن نقطع من نفوسنا كل خطيئة. شُغْلُنا الشاغل صباحَ مساء أن نقطع الخطيئة من فكرنا ومن عقلنا، ونرميها. اذا اقتنعتم وقرّرتم أن تُنفّذوا ذلك، يقول كل واحد منكم في ضميره: أُريد أن أَقتلع الخطيئة منّي، وأعيش حياة جديدة في المسيح، ويكون اليوم ابتداء السنة الجديدة. الله يُعيدها عليكم بالعافية، ويُعيدها عليكم في القداسة.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share