لنتشارك ملكوت المحبّـة والعطاء

mjoa Friday February 1, 2013 182

إلى أعضاء حركة الشبيبة الأرثوذكسية
إلى كلّ الذين جرح يسوع المسيح قلوبهم بالمحبّة،

سلام بمن افتدى ضعفاتنا وخطايانا بدمه الالهي،
أما  بعد،
“اليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسّو قلوبكم” (عبرانيين 4: 7)

منذ نحو عشرة أشهر أطلقت الأمانة العامّة للحركـة عمل هيئة الطوارئ الاجتماعية، وخصّصت عملها، في الفترة هذه، للتخفيف من وطأة أحداث سوريا على الفقراء والمحتاجين والنازحين من إخوتنا وأبناء كنيستنا ومَن جاورهم من أبناء وطنهم. وقد تمكّنت الهيئة، بنعمة الربّ وفعل محبّته في الأخوة، من مساعدة بعض هؤلاء وإن بفلس أرملـة يداوون به جرحاً من جراحهم الكثيرة.

لقد أشار التقرير الأخير للهيئة الصادر نهاية العام الماضي الى أن المبلغ الذي قدّمته الى اليوم قارب السبعين ألف دولار امريكي حيث شكلّت تبرعات الأمانة العامة والمراكز، وجهود بعض الأخوة في الخارج، إضافةً الى تبرعات نفر قليل من الأخوة، مصادر مُعظمها. وقد قامت الهيئة بتقديم المبلغ، عبر قنوات كنسية مختلفة، إلى أبرشياتنا في سوريا وفق الأكثر إلحاحاً من الحاجات. فلا يخفى على أحد منّا أنّ تلبيـة هذه الحاجات، بما يرفع الألم عن إخوتنا في الايمان والانسانية ويرضي الربّ ويفرحه، يتطلّب الكثير والكثير بعد. فنحن نعايش واحدة من أكبر الأزمات الانسانيـة في عصرنا وأكثرها قهراً وظلماً وجرحاً للناس. عشرات الألوف من الشهداء والجرحى ومئات الاف النازحين ودمار يشابه بحجمه دمار الحروب الكبرى، وتساؤلات وقلق وخوف يعتري قلوب شرائح كبيرة من الناس حول المصير وما ينتظرهم في الغد.

أيها الأخوة،

لقد طرحت هذه الأزمة أمرَ تعاطينا مع قضية الفقراء والمحتاجين ليكون موضوعَ تأمّل من جديد. لأنّه إن شئنا أن نصارح الربّ والأخوة والذات، بجرأة أبناء الله، لوجب علينا الاقرار بأن تفاعلنـا الشخصي مع هذه القضية، أياً كانت وجوهها، ليس هو بالقدر المُنتظر من أشخاص أعلنوا للملء التزامهم قضية المسيح في الأرض، كما لا يجسّد، بالقدر الكافي، وثوقنا بما أعلنه لنا الربّ، بذاته، وتعلمّناه في كنيسته، من أن محبّة هؤلاء وخدمتهم هي من الأسس التي عليها تُبنى قضيته والخلاص بـه. بهذا الأساس يذكّرنا القديس باسيليوس الكبير في رسالته الى صديقه إيوستاثيوس بالقول: “فكرت أن أفضل طريقة للبدء في طريق الكمال هو أن أعتني باحتياجات هؤلاء الأخوة والأخوات المعدومين، وأن أشتري أطعمة وأوزعها عليهم، ونحّيت جانباً كل متعلّقات ومشاكل هذا العالم بعيدا عن عقلي بالكلية، وبحثت عن الذين يشاركونني هذا العمل ويسيرون معي في هذا الطريق، حتى وجدت من أبحر معه في محيط هذا العالم”.

فنحن الأبناء الأحرار في المسيح، ما لم تكن محبّة المساكين هي عنوان بشارتنا الأول، وما لم نسعى الى تجسيدها عطاءً جدّياً منتظماً يرافق حياتنا، وفق أطر وآليات تتوافق مع زماننا والحاجات المحيطة بنا، لفقدنا طريق الكمال وأمسينا عبيداً لذواتنا وشهواتنا الاستهلاكيّة، وأمسى المال ذاك الالـه الذي يبتعد بنا عن الخلاص بمن افتدانا “لنرتاح” في أنانيتنا وقساوة قلوبنا. نحن أبناء يسوع المسيح، يسوع الذي أبطل كلّ لغو في الكلام وحكى محبّته لنـا بالدم، بدمـه الالهي المقدّس. نحن أبناء يسوع المسيح، يسوع، إبن المغارة، الذي رافق الصيّادين والمُتعبين وأقام لدى البسطاء. نحن أبناء هذا الالـه الذي كلّفنـا أن نمدّ محبّـته في التاريخ والكون مُعلّمين الشعوب كيف يُفتدى البسطاء والمتألّمون بالحبّ، وكيف يحاكي الحبّ المحبوب، كما حاكا إلهنا كلّ الكون، بما يشتاق إليه ويحتاج.

فلنقبل تكليف الله وتعالوا جميعاً، تعالوا نتشارك ملكوت العطاء وننتظم معاً، في كلّ المراكز والفروع، بدءاً من نهاية الشهر المقبل بعطاء دوريّ شهريّ يحرّرنـا من التحنّن الموسمي الزهيد ويرفعنا الى حيث يشاء  الاله أن نكون، فوق كلّ ما يحجب عنّا قربه ورؤياه.

تعالوا ننتسب جميعاً إلى “مشروع مشاركة أحباء الربّ” باقتطاع ما نسبته إثنين بالمئة من إيرادنا الشهري لنستحضر به سحر الشركة ونبني به جسر عبورٍ، مبلسم ومُعزّي ومُبهج، للربّ الى القلوب المتألّمة.

فتعالوا، أيها الأخوة، نتوب جميعاً الى يسوع المسيح عبر أحبّائه الفقراء.

                                          هيئة الطوارئ الاجتماعية
                                        21/1/2013

•    نوافيكم قريبا بتفاصيل تنظيم المشاركة ببهذا لمشروع ومراحله والأهداف التي حدّدتها الامانة العامّة لكلّ مرحلـة. وبانتظار ذلك يمكنكم الاتصال بالاخ رينه أنطون لأي شأن يتعلّق بعمل هيئة الطوارئ  على البريد الالكتروني التالي: reneantoun@gmail.com

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share