تجليات دمشقية : أحد القديس غريغوريوس بالاماس

mjoa Monday April 1, 2013 146


الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه..” (عبرانيين 1 : 1 – 2)
وكلام الابن نعرفه بالروح القدس، الذي يعطينا فهم تقليد الكنيسة المكتوب (الكتاب المقدس)، والشفهي ( شهادة حياة الكنيسة)
… نورد فيما يلي أسبوعياً قبساتٍ من تجليات الرب في رعاياه الدمشقية (في أبرشية دمشق)، تعكسها لنا شهاداتٌ وعظاتٌ لآبائنا خدام الكلمة، الكارزين بالقائم من الموت لأجل خلاص العالم

عظة هذا الأسبوع لقدس الأب جورج حداد
أحد القديس غريغوريوس بالاماس

ها هو الأحد الثاني من الصوم، أسبوعان قضيناهما في الصوم والصلاة، يمتحن كل واحد منا قلبه، يمسك عن الطعام ترويضاً للإمساك عن الخطيئة، نصلي كل يوم صلوات داعية إيانا إلى التوبة.

نحن نعلم بأن في الصوم هناك تكثيف للتوبة من أجل شفاء النفوس ومفتاح لشفاء الأجساد … فنرتمي في أحضان الرب طالبين الخلاص. يأتي إنجيل اليوم ليؤكد لنا ذلك من خلال لقاء الرب (الذي يُخاطب بالكلمة) مع جمهور غفير حتى أنه “لم يعد موضع ولا ما حول الباب يسع” أثناء مخاطبته لهم .. أتو إليه بمخلع، التمس له أصدقائه شفاءً جسدياً. ومن منا لا يطلب هذا لمريض يخصّه، لإيمانهم وثقتهم بقدرة الرب على الشفاء، “كشفوا السقف” تجاوزوا الحواجز التي تمنعهم من الاقتراب إلى الرب. يا لمحبة هؤلاء الأصدقاء لصديقهم، هو لا يستطيع، فحملوه عملوا من أجله ومن أجل شفائه. يا لإيمانهم. كشفوا السقف.

“فلما رأى يسوع إيمانهم” تجاوب معهم ولكنه انطلق بهم وبالمخلع وبنا إلى ما هو أبعد … وأنقى … وأصلح … نقلهم إلى الأهم، إلى شفاء النفس من خطاياها، فقال للمخلع “مغفورة لك خطاياك”، هم أرادوا شفاء جسدياً والرب أراد لهم شفاء للنفس مؤكداً على “اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وكل ذلك يزاد لكم”.

من منا يا أحباء اليوم يعترف بأنه غارق في خطاياه، والتي ليس لنا خلاص منها ما لم نقترب من الرب ليلمسنا بنعمته ويشفينا بمحبته سامعين لقوله “مغفورة لك خطاياك”.
واليوم ما يجري في وطني وقد فاق كلَّ تصور وأصبح فوق قدرة الاحتمال، وطني مخلّع اليوم، فهل يجد محبين له يحملونه، فهو لا يستطيع، ويأتوا به إلى الرب واثقين .. واثقين بأنه وحده طبيب النفوس والأجساد.. هل نثق بأننا في حاجة ماسة للرجوع إليه حتى لا ننام نومة الموت . هل نتوب جميعاً ونعترف بخطايانا لنعود إلى السلام والأمن والأمان.
نصلي اليوم لسوريا الحبيبة  (المخلعة الآن) بأن لا يحدث فيها حرب، وأيضاً أن لا تنمو فيها الأحقاد. نصلي أن تزول عنا هذه الغمامة ويُؤتى بقوم “لا يتعلمون الحرب فيما بعد” (أش 2 : 4)

توبوا يا أحباء فقد اقترب ملكوت السموات، أطيعوا الرب (كما طاع مخلع اليوم) عندما قال له “قم واحمل سريرك وامش” قام ومشى ، واثقاً بشفائه.
لنقم يا أحباء، ولنُدهش الجميع، وليمجدوا الرب قائلين “ما رأينا مثل هذا قط”.. وسيبقى موضوع التوبة ، محور الحياة. آمين.

                                                                             الأب جورج حداد
                                                                      كاهن في كنيسة الصليب المقدس
                                                                              31/3/2013

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share