تجليات دمشقية: أحد القديسة مريم المصرية

mjoa Monday April 22, 2013 165

الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه..” (عبرانيين 1 : 1 – 2)
وكلام الابن نعرفه بالروح القدس، الذي يعطينا فهم تقليد الكنيسة المكتوب (الكتاب المقدس)، والشفهي ( شهادة حياة الكنيسة)
… نورد فيما يلي أسبوعياً قبساتٍ من تجليات الرب في رعاياه الدمشقية (في أبرشية دمشق)، تعكسها لنا شهاداتٌ وعظاتٌ لآبائنا خدام الكلمة، الكارزين بالقائم من الموت لأجل خلاص العالم

عظة هذا الأسبوع لقدس الأب إغناطيوس دروج
تجليات دمشقية : أحد القديسة مريم المصرية

ها قد شارفنا على نهاية الصوم … فهل حققنا غايته؟

في هذا الأحد الخامس والأخير تضعنا الكنيسة في مواجهةٍ مع أحد عمالقة التوبة في تاريخ الإنسانية.

في هذا الأحد، تطلُّ علينا مريم المصرية خارجةً من صحرائها،متشحةً بالنسك وبالأنوار المنسكبة عليها من تأمُّل الكلمة التي فاضت في داخلها تطلُّ علينا لتسألنا هل بلغتم غاية صومكم؟

قد بنيتموه على إيمانٍ قويم، مستمدين النعمة من النور الغير المخلوق، وحاملين صليب الإيمان بالله ومحبة القريب، ساعين للارتقاء على سلم الفضائل. فهل بلغتم التوبة؟

هل ابتغيتم بالحقيقة وجه يسوع ولسان حالكم يقول: “معك لا أريد شيئاً على الأرض”. أم أنكم لا تزالون مهتمين بأمورٍ كثيرة، أو قليلة، ناسين الواحد الذي إليه الحاجة.

أمام هذه القديسة العظيمة، يُقصى عنا كل يأسٍ من ضعفنا ومن سقوطنا، لأنَّ الذي أقامها من عمق خطاياها، قادرٌ أن يُقيم أياً منا مهما عَظُمَت خطيئته

أمامها نشعر أننا عبيدٌ بطالون، لا نفعل ما ينبغي علينا أن نفعل.

سيرتها مهمازٌ ينخز توانينا وكسلنا، ليدفعنا باتجاه الآب الذي ينتظر عودتنا.

نسكها يذكِّرنا بغاية النسك الذي قطعنا شوطه، تائقين إلى النور البازغ من القبر والمانح لنا القيامة من خطايانا.

هذا النسك تؤكِّد عليه صلواتنا في هذا الأحد كطريقة عيش “ليس ملكوت الله طعاماً وشراباً، بل براً ونسكاً مع قداسة”. كدواءٍ يُلطِّف قسوة إنسانيتنا فنرحم إخوتنا “لأن الرجل البار هو الذي يرحم النهار كله”. سامعين وعاملين بنصيحة الرب أن “من أراد أن يكون أولاًفليكن للجميع عبداً”.

فلنتمثَّل توبة المصرية، لنقتني محبة محبوبها، فنبذل أنفسنا فداءً من أجل الكثيرين… الذين أحبهم كل حبه.

 

الأب إغناطيوس دروج

21/4/2013

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share