رؤية الحياة بعينَي الله
إن الطريقة التي ترى بها الحياة هي التي تشكّل حياتك.
فما هي الحياة؟ الحياة امتحان، الحياة أمانة، الحياة مهمّة مؤقتّة.
1-الحياة امتحان
الكتاب المقدّس مليء بالقصص التي يختبر الله فيها صفات الناس وإيمانهم وطاعتهم ومحبّتهم وأمانتهم ووفاءهم. تتكرّر كلمات مثل تجارب، اختبارات، وامتحان أكثر من 200 مرّة في الكتاب المقدّس. فالصفات الشخصيّة تتطوّر وتتكشّف من خلال الاختبارات. فكلّ ما في الحياة هو اختبار. فالله يراقب ردود أفعالك على الأشخاص، والمشاكل، والنجاح، والمرض وخيبة الأمل. حتّى أنّه يراقب أفعالك البسيطة، عندما تلتقط مثلاً قطعة قمامة، أو عندما تتعامل بلطف مع بائعٍ أو عامل تنظيف.
أحد الاختبارات الهامّة هي كيف تتصرّف عندما لا تتمكّن من الإحساس بحضور الله في حياتك. وعندما تفهم أنّ الحياة هي امتحان، سوف تُدرك أنّه لا يوجد شيء بدون مغزى في حياتك. فكلّ يومٍ هو يومٌ هامٌّ، وكلّ ثانية هي فرصة للنموّ لتعميق شخصيّتك، وإظهار محبّتك لله و اتّكالك عليه.
أمّا الخبر السارّ فهو أنّ الله يريدك أن تنجح في اختبارات الحياة، لذلك فإنّه لا يسمح على الإطلاق أن تكون الاختبارات التي تواجهها أعظم من النعمة التي يعطيك إيّاها للتعامل معها:”لكنّ الله أمينٌ، الذي لا يدعكم تُجرّبون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا”(1 كور 10: 13). “طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنّه إذا تزكّى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الربّ الذين يحبّونه”(يع 1: 12).
2-الحياة أمانة
إنّ وقتنا وطاقاتنا وذكاءنا وفرصنا وعلاقاتنا ومواردنا على الأرض كلّها هبات من عند الله قد ائتُمنّا عليها. إنّنا وكلاء على ما قد أعطاه الله لنا. هذا المفهوم للوكالة يبدأ عند الاعتراف بأنّ الله هو المالك لكلّ شيء ولكلّ شخصٍ على الأرض:”للربّ الأرض وكلّ ما فيها، المسكونة وجميع ساكنيها”(مز 24: 1). فنحن لا نملك أيّ شيء، والله يُقرضنا الأرض فقط أثناء وجودنا هنا، وبعد موتنا، سيقرضها لغيرنا. فكلّ شيء إذًا هو أمانة مسلّمة لنا:”وأيّ شيء لك لم تأخذه وأن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنّك لم تأخذ؟”(1 كور 4: 7). هذه الأمانة يجب أن نحافظ عليها:”ثمّ يُسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينًا”(1 كور 4: 2).(مثل الوزنات، متّى 25: 14-29). ففي النهاية سيتمّ تقييم حياتك بحسب الطريقة التي تعاملت بها مع ما ائتمنك الله عليه. وهذا يعني أنّ كلّ ما تقوم به، حتّى الأمور الصغيرة والبسيطة، تحمل نتائج وأبعادًا أبديّة. فالحياة إذًا هي امتحان وأمانة، وكلّما أعطاك الله أكثر كلّما توقّع أن تكون أكثر مسؤوليّة: “الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير” (لو 16: 10).