عقد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، قبل انطلاق اعمال المجمع الانطاكي المقدس، في دير سيدة البلمند البطريركي، مؤتمرا صحفيا في حضور اباء المجمع، رئيس الدير الاسقف غطاس هزيم ومدير الديوان البطريركي الاسقف افرام معلولي، وكهنة وشمامسة.
واستهل البطريرك يازجي كلمته بالحديث عن المجمع الذي يعقد في كنف سيدة البلمند حيث يجمع الاباء من كل الابرشيات في الوطن وبلاد الانتشار، ومما قاله” عندما نجتمع تكون الكنيسة حاضرة بكل ابنائها، اذ ان كل من الاباء يحمل هموم رعيته وشعبه، وما انعقاد المجمع الا لتدارس قضايا شعبنا والبحث في هواجسه والامور التي تعنيه من كل النواحي الكنسية، وحضوره في المجتمع خاصة في هذه الظروف التي نمر بها في هذه البلاد. وفي المجمع سيتم البحث في الترتيبات الداخلية بالاضافة الى القضايا الحاضرة امامنا دوما وهي قضية خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم الذين نصلي دوما ان يكونا معنا باسرع وقت، وكل القضايا سيتم تدارسها بهدوء وسلام من اجل خير الكنيسة، وخير ابنائنا وشعبنا والدور الذي يقومون به.”
واضاف” يهمنا ان نؤكد ان الكنيسة عائلة واحدة، ونحن يد بيد نعمل وفي قلب واحد، اكليروس وشعب محب لله، نقوم بهذه الورشة في كنيستنا المقدسة من اجل خلاص نفوسنا والخير العام. فنحن دعاة سلام ومحبة وهذه هي الرسالة التي ائتمنا عليها لنشهد للحق والحياة.”
وتابع” سوف يتم تنسيق ودراسة كل القضايا التي تدخل في هذا الاطار، من النواحي العملية لتنفيذ هذه الرؤية التي نتطلع اليها. اذ يجب ان يكون هناك اليات للتنفيذ، وسنتدارس كل ما هو خير لشعبنا وبلادنا ومنطقتنا، لاسيما المشرق الذي هو في قلوبنا، وسنبحث في ما يحدث في لبنان وسوريا. واننا نصلي ونعمل من اجل استقرار بلادنا واحلال السلام والحق في كل مكان في العالم.”
وفي حوار مع الاعلاميين حول الخوف على الوجود المسيحي في لبنان وسوريا والهجرة منهما والتدابير المتخذة للحد من ذلك قال يازجي” لا خوف عندنا على الوجود المسيحي، لا شك ان الظروف التي تمر بها المنطقة قاسية وصعبة، ولا يمكن تجاهلها، وهي تحتم علينا نحن ابناء الايمان والشجاعة التثبت بهذه الارض الموجودين عليها وحمل الرسالة بدون خوف الى العالم.”
وفي جديد المطرانين المخطوفين اشار بالقول” نحن على وعد ونتأمل ان يتحقق، انما ليس من شيئ نهائي بهذا الخصوص. والسبت المقبل سنقيم في دير سيدة البلمند صلاة، نرجوها صلاة شكر على وجود المطرانين، بدعوة عامة من الكنيستين الارثوذكسيتين الانطاكية والسريانية، يشارك فيها البطريرك زكا شخصيا وجميع الكنائس المسيحية واخواننا المسلمين الذين نشكل معهم عائلة واحدة، نتشارك واياهم الافراح والاحزان. وهذه الصلاة قررنا ان نقيمها علها تكون نداء لكل الناس، للخاطفين وللمجتمع الدولي، وكل فاعل خير، كي يتم اطلاق سراح المطرانين وجميع المخطوفين، فنحن لا نريد الاذى لاي انسان بل احلال السلام في كل العالم.”
وفي رد عن فحوى الرسالة من خطف المطرانين قال” اننا نتابع هذه القضية بكل اهتمامن على جميع الاصعدة، مهما كانت الظروف، الا انه لا تواصل حتى الان مع الخاطفينن ولم نسمع اي كلمة من الجهة الخاطفة، انما نحن على تواصل مع جميع الجهات الدولية ونتابع القضية، ونتأمل خيرا، واننا نبقى على هذا الرجاء.”
وعن نتائج الزيارة الى تركيا اجاب” نحن على تواصل مع جميع الجهات الدولية كما سبق وذكرت، وقد احاطتنا جميعها علما انها لا تريد الاذى للمطرانين، وهي تحاول جاهدة اعادتهما، وهذا ما نرجوه.”
وعن الدور المسيحي في المنطقة شدد على اهميته” خاصة في هذه الظروف المضطربة والتي تشهد ميلا الى التعصبا طائفي والتطرف، بحيث لا بد من وجود اشخاص اواصوات منادية بالتعقل والاعتدال، وهو ما ننادي به دوما. اذ ان للمسيحية والاسلام والقادة الروحيين دور اساسيفي الدعوة الى المحبة، لانك ان كنت تؤمن بالسيد هو يعينك على ان تكون صادقا ومحبا للانسان الاخر، وان لم يتعايش الانسان مع اخيه الانسان الاخر هناك اشكالية تطرح حول معنى الدين والايمان بالرب، لان الايمان بالرب يجمعنا ولا يفرقنا”.
ووجه اخيرا تحية باسم الكنيسة الانطاكية واباء المجمع المقدس، بشكل خاص، الى ابناء حلب اليتامى لغياب ابويهما المطرانين يازجي وابراهيم، الذين كانا يقومان برعايتهم. وطلب تحمل آلام واوجاع ابنائنا واغاثة المحتاجين بتقديم المساعدات الانسانية لهم. واشار الى ” اننا ككنيسة انطاكية نساعد ونقوم بعمل لاباس به على هذا الصعيد، لان الام الشعب الفقير والمشرد والمحتاج موجودة في قلوبنا، ولا نستطيع غض النظر عنها. فالاغاثة تحد كبير امامنا وسيتم تدارس هذا الامر للتوصل الى الطرق الفضلى لتفعيله.