تجليات دمشقية : الأحد السابع بعد العنصرة

mjoa Monday August 12, 2013 132

الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه..” (عبرانيين 1 : 1 – 2)
وكلام الابن نعرفه بالروح القدس، الذي يعطينا فهم تقليد الكنيسة المكتوب (الكتاب المقدس)، والشفهي ( شهادة حياة الكنيسة)
… نورد فيما يلي أسبوعياً قبساتٍ من تجليات الرب في رعاياه الدمشقية (في أبرشية دمشق)، تعكسها لنا شهاداتٌ وعظاتٌ لآبائنا خدام الكلمة، الكارزين بالقائم من الموت لأجل خلاص العالم

عظة هذا الأسبوع لقدس الأب يوحنا رزق
تجلي الرب على جبل حرمون


العيد هو عيد بامتياز هو عيد تأليه طبيعتنا البشرية وشوكة جسدنا القابل للفساد في الخيرات الأبدية التي تسمو على الطبيعة.

فالتجلي هو قيادة الإنسان وهو بالضبط يقود الإنسان إلى معاينة المجد والنور الإلهي وهذا هو السبب في أن عيد التجلي كان له موقعه عند الإنسان الذي يسعى وراء النور نور الله الذي أتاح للتلاميذ أن يعاينوا المسيح لمّا تلألأ بأكثر قوة وإذ كان التلاميذ غير متهيئين لإعلان هذه الأسرار حيث لم يعبروا بعد بامتحان الصلب انتابهم خوف شديد لكنهم لما رفعوا رؤوسهم عاينوا يسوع وحده ودنا منهم وطمأنهم ثم أوصاهم أن يلتزموا الصمت في شأن ما عاينوا إلى أن يقوم ابن الإنسان من بيت الأموات.

لم يكن التجلي بحسب ما أكده القديس يوحنا الدمشقي باتخاذ ما لم يكن بل بإظهار ما كان فاتحاً عيون التلاميذ وجاعلاً إياهم بعد عمى مبصرين فتح عيونهم ليتسنى لهم في نظره بتجليه بقوة الروح القدس أن يعاينوا النور الإلهي متحداً بجسده هذا يضمن أنهم كانو هم أنفسهم في الحقيقة متجلين.

التجلي هو النور الإلهي الذي يضيء كل إنسان آت إلى العالم وهذا النور هو أسمى من الشمس المحسوس لذلك لم يتحمل التلاميذ ألقه فسقطوا على الأرض.

هذا النور غير المادي غير المخلوق الآتي من خارج الزمن هو مثل النور الذي تدفّق من القبر في القيامة وهو النعمة المﺅلهة التي تتيح لهم أن يعاينوا الله على قول المرنم في المزامير “بنورك نعاين النور” (مز 35: 10)

كما ورد في إنجيل متى 16: 28 “إن قوماً من القيام ههنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكه”. وفي إنجيل مرقص 9 : 1 “إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة”.

بعد هذا القول مباشرة صعد يسوع والتلاميذ الثلاثة بطرس ويعقوب ويوحنا إلى جبل عالٍ ليصلوا صعد بهم الرب الجبل علامة للإرتقاء الروحي من فضيلة إلى فضيلة حتى إلى المحبة التي تكون بمعاينة اللاهوت والإقامة في النور غير المخلوق. وفيما هو يصلي أضاء وجهه كالشمس وثيابه بيضاء تلمع كالثلج حتى أنه لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك، وهذا إعلان صارخ لتأله الطبيعة البشرية واتحاد الجسد بالبهاء الإلهي.



0 Shares
0 Shares
Tweet
Share