تراس رئيس دير سيدة البلمند البطريركي عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الاسقف غطاس هزيم ومدير الديوان البطريركي الاسقف افرام معلولي القداس الاحتفالي بعيد القديس سمعان العامودي في كنيسة رقاد السيدة العذراء في دير البلمند بمعاونة لفيف من الكهنة والشمامسة وقد خدمت جوقة المعهد بقيادة جيلبير حنا في حضور نائب رئيس جامعة البلمند الدكتو ميشال نجار وشخصيات وحشد من المؤمنين من المنطقة والجوار.
بعد الانجيل المقدس القى الاسقف معلولي عظة قال فيها” اننا نحتفل اليوم في الاول من ايلول ببدء السنة الكنسية مثلما تحتفل الشعوب ببداية السنة العالمية في الاول من كانون الثاني. والاعياد في الكنيسة هي اعياد مرتبطة بالسيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين، ومثلما يعرف الجميع ان اليوم هو عيد القديس سمعان العامودي.”
وتساءل “لماذا تم اختيار هؤلاء الاشخاص ليكونوا قديسين في تقويم الكنيسة؟” وتابع بالقول” يا احبة، ان القداسة هي دعوة من ربنا حسبما جاء بالقول كونوا قديسين كما اباكم السماوي قدوس، بحيث ان كلنا مدعويين للقداسة، وهي دعوة مفتوحة لكل انسان، والقديسين الذين نكرمهم كانوا يعيشون بين البشر في مجتمعات شبيهة بمجتمعاتنا، الا انهم احبوا ربنا اكثر بقليل منا او عبروا عن حبهم للرب بطريقة مختلفة عن التي بامكاننا نحن التعبير عنها.”
واضاف” سمعت ذات مرة عظة في القداس الالهي قيل فيها ان القداسة فن، اذ انه كما يبدع الانسان في الرسم او الموسيقى وغيرهما فالقداسة فيها فن وابداع، بحيث ان سيرة كل قديس تحمل تميزا عن سيرة القديس الاخر، فمنهم من لقب بالاهوتي لتميزه باللاهوت، اوالرحيم لتميزه باعمال الرحمة والاحسان، او الطبيب الشافي…وغير ذلك من الفضائل التي تميز بها القديسون وسخروا حياتهم من اجلها”.
واشار الى ان” هناك قديسون اختاروا اساليب وطرق مختلف ليعبروا من خلالها عن حبهم اما عن طريق العائلة او المحيط او الرب، فمنهم من اختار التوجه الى الصحراء وآخر العيش بين الناس ومنهم من كرس حياته كلها للصلاة، ومنهم من عاش بين الناس ولم يهمل الصلاة، ما يؤكد ان ليس للقداسة من مقياس محدد ونحن كلنا مدعوون ان نكون قديسين بفضائلنا ومحبتنا وصبرنا ووداعتنا.”
وتطرق الى القديس سمعان العامودي الذي اختار طريقة مختلفة للقداسة وقد تبعه اليها كثر مثل القديس دانيال العامودي اذ ان” القديس سمعان عاش على عامود في صحراء هروبا من البشر ليس لانه يكرههم انما ليصلي من اجلهم. الا ان نعمة ربنا لم تسمح ببعده عن الناس بل عادت اليه وتحلقت حوله لكثرة فضائله. وهذا ما جعل الشيطان يفكر بمحاربته لانه الاقوى، فتراءى له بمركبة نارية وقال له اصعد اليها لانك تصوم وتصلي ونعمة ربنا تفعل بك لذلك ارسل لك هذه المركبة لتصعد بها الى السماء. وعندما حاول القديس سمعان وضع رجله فيها فكر برسم اشارة الصليب ليتأكد من ان ذلك هو صنيع الرب وحينها اختفت المركبة ما جعله يعاقب نفسه، لتصديقه نفسه انه اصبح قديسا، بابقاء رجله خارج العامود.”
وشدد معلولي” ان ما يحمي الفضائل هو التواضع، بحيث يجب ان لا نصدق انفسنا اننا اصبحنا محبين او رحومين او لاهوتيين.. لنصبح قديسين، فالقديسين الذين نالوا شرف القداسة لم يطلقوها هم على انفسهم انما اخذوا هذه الالقاب ممن عاش معهم وشعر بهذه النعم.”
وختم بالقول” ان القديس سمعان العامودي يعلمنا التواضع في حياتنا، وعندما نذكره نذكر مدينة حلب التي عاش فيها ولا يزال عاموده مرفوع بقسم منه في دير مار سمعان العامدي هناك، فلنصلي بقلب واحد له ليلطف ويتراف بالمطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم ليعودا الينا سالمين.”
هذا وقد تراس متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس صلاة العيد في كنيسة مار سمعان في فيع.