القداسة
للقداسة حركتين: حركة عامودية وحركة أفقية. الحركة العامودية ترمز إلى علاقة الله بالإنسان وعلاقة الانسان بالله. كيفية توطيد هذه العلاقة العامودية على المؤمن أن يعرف الله معرفة شخصية كما كشف هو عن ذاته (يوحنا ١٧: ٣)، اي عليك أن تعتقد بالله اعتقاداً صحيحاً! عليك أن تعرفه انه الآب والابن والروح القدس، وان تصبح عضوًا في جسد المسيح الإله- الانسان.
انت تصعد على خشبة الصليب العامودية التي تربط الأرض بالسماء والسماء بالأرض لكي تذوق جمال الخالق الذي أبدع فيك صورته الإلهية. هذه الحركة الروحية التي تكلمنا عنها تلغي الحدود بين الخالق والمخلوق، تحرره من اسر البشرة عليه لينطلق الى عالم الحقيقة إلى السماء الثالثة متأملاً أموراً لا يسوغ النطق به بالفم! لكن بالقلب.
تتجسد علاقتي الصادقة بالله من خلال علاقتي الجيدة مع الانسان والخليقة.
اما بالنسبة إلى الحركة الافقية فهي تربط الانسان بالإنسان والإنسان بالخليقة. كتب القديس باسيليوس الكبير عن اللليتورجيا الأولى والليتورجيا الثانية. يقول أن الاولى هي علاقة الله بالإنسان والعكس صحيح وتتجلى هذه العلاقة في الاتحاد الكلي في الافخارستيا. أما الثانية التي تأخذ من الأولى اللاهوت تجعل من المؤمن أداة خادمة لإخوته لذا تراه تخدمهم، يتفانى من أجلهم، يرفعهم من اليأس إلى الفرح بالمسيح. اي يجعلهم يذوقون طعم الحياة الحقة. وإذا ما تصالح مع الله ومع الانسان يعتني بالخليقة التي هي أيضاً من خلق الله. يهندسها ويرتبها بلياقة طائعاً وصية السيد لآدم في فردوس النعيم!
القداسة نعمة مغروسة في كل واحد منا بالمعمودية، هي نبتة في الانسان عليه أن يسقيها بفعل الخير فيه الصادر من معرفتي لله الحقة ومن محبتي الخالصة المجانية للإنسان واحترامي الكامل لخليقة الله. والسلام