لقاء وتوقيع كتاب في ذكرى المطران بندلي في عكار طعمة: علمنا الحرية الحقيقية وأرسى نهجا نهضويا يلتزم الانسان أولا

mjoa Monday October 21, 2013 81

tawki3 kitab bandaliأحيت منطقة عكار الذكرى الخامسة لرحيل المطران بولس بندلي بلقاء اقيم في قاعة عصام فارس في المدرسة الوطنية الارثوذكسية تخلله توقيع كتاب عن حياة بندلي “رجل لامس القداسة” للكاتب حبيب فارس، في حضور النائب نضال طعمة، ناصر بيطار ممثلا النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس، ماري ضاهر ممثلة الوزير السابق مخايل ضاهر، خالد المرعبي ممثلا الوزير السابق طلال المرعبي، النائب السابق وجيه البعريني، المطران باسيليوس منصور، الشيخ عمر كيلاني، عميد كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب وفاعليات تربوية ورؤساء بلديات وعائلة بندلي.

 

بداية صلاة ترأسها المتروبوليت باسيليوس منصور عاونه فيها لفيف من كهنة الرعايا الارثوذكس في عكار، ثم النشيد الوطني فكلمة لعريف الاحتفال احمد عبد الفتاح.

 

طعمة

ثم ألقى طعمة كلمة قال فيها: “إن الدعوة الكريمة التي تلقيناها اليوم من صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام تؤكد أن الرجل ساكن في محراب الوفاء وأن المثلث الرحمات المطران بولس بندلي نهل من وجدانه فأراده مثالا حيا للمؤمنين في عكار بل وفي انطاكية، وهذا لأن متروبوليت عكار يريد الخير لأبنائه ويقدم بهم اليوم المثال الصالح “رجل لامس القداسة”. فكل هذه القلوب المجتمعة اليوم تقول لكم شكرا ودمتم خير معلم وخير مثال وفي عودة إلى الأيام الخوالي أستطيع أن أقول مع المطران بولس ما عادت الأرثوذكسية طائفة يتمترس خلفها اقطاعي أو يستغلها طائفي أو يتاجر باسمها سياسي، نعم لقد حررها لأنه كان حرا دائم الجهاد ليصون نفسه من أهواء هذا العالم. لقد علمنا كيف تكون الحرية الحقيقية وجعلنا نعاينها لندرك أنها ليست مجرد نظريات في الكتب، ونستطيع إذا أردنا أن نتذوق حلاوتها ونسعى في طريق عيشها كما جسدها ربنا وفادينا، وعلى صورته كانت المدرسة التي أسسها في عكار ليؤكد الانسجام والتكامل مع العلم والدين”.

أضاف: “لقد أرسى المطران بولس من عكار نهجا نهضويا يلتزم الانسان أولا ويؤكد أن كل الطقوس وكل القراءات وكل الخدم الليتورجية إن لم تكن في خدمة الانسان فهي غريبة عن فلسفة المحبة التي أرادها الفادي المتجسد وبالتالي فهي صنوج ترف وطبول تطن. لقد علم المطران بولس أبناءه كيف يغوصون في الجوهر ويبتعدون عن القشور الطائفية والعصبية، علمهم أن كل الناس هم أحبة الههم وعليهم أن يكونوا خدمة لهم إذا أرادوا فعلا أن يكونوا مسيحيين. من هنا برزت المواطنة من كل فكر المطران بولس وكان يعتبر انتماؤنا إلى هذه الأرض يحتم علينا أن نترك فيها كل أثر طيب كما الملح فإن فسد فبماذا يملح. من هنا نفهم لماذا كان متعاطفا مع البزة العسكرية لماذا كان مؤيدا للشرعية دون تردد وكان يدرك أن لهذا البلد أعداء فاسرائيل لا تريد خيرا لمن يجردها من سامية تحاول أن تدعي من خلالها أنها شعب مختار وفي هذا الاطار كان يردد أن حملة الانجيل هم أعداء اسرائيل الأساسيون إلى جانب كل الشرفاء في هذه الأرض”.

وختم: “كان يدرك أن كل شيء يواجه بالصلاة فكان لا يخاف ولا يستسلم أمام الظروف الصعبة وكم عجز منطقنا البشري عن فهم الحلول التي يرجوها أو ينتظرها ولكن صلاته كانت تتغلب على منطقنا الأرضي إنه رجل الله بكل ما للكلمة من معنى”.

 

فارس

ثم كانت كلمة لفارس شكر فيها لمنصور تكليفه بمهمة إعداد هذا الكتاب، آملا بأن يكون قد وفق في الإضاءة على جوانب أساسية وعديدة من حياة ورسالة المطران الراحل بندلي، معلنا تنازله عن أي حقوق مادية او معنوية تخص المؤلف لصالح مطرانية عكار وتوابعها.

 

الضهر

وكانت قصيدة للشاعر سميح الضهر من وحي المناسبة.

 

منصور

بدوره استهل منصور كلمته بشكر “كل الذين حضروا وشاركوا في هذا اللقاء احياء لذكرى المطران الراحل بندلي، وتحية خاصة الى النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس على كل ما قدمه ولا يزال لهذه المنطقة ولغيرها من المناطق اللبنانية حيث انه اعطى من ذاته لبلده ولمنطقته وهو لا ينتظر شكرا من احد فقط كي يرضي ربه وضميره”.

وعن بندلي قال: “جاء الى الدنيا ولم يتركها من غير أن يؤثر فيها ويكتب على صفحات أزمنتها ذكريات لم يعتد الناس على تردادها إلا إذا ذكر الذين أخذوا من الكتب المقدسة منارة، ومن الذي أوحاها إستنارة. جاء الى الدنيا وعبر في ممراتها من غير أن يأخذ منها إلا ما يصلح ليكنز في ملكوت السماوات حيث لا يفسد السوس ولا ينقب السارقون. في زمنه الذي عاشه على هذه الأرض أنهض الكثيرين بالمحبة التي لا تسقط أبدا مستمعا الى آلامهم ومحتملا غلاظاتهم مضيفا آلامه الى آلام السيد لأجل كنيسته. عنده الدنيا سلم للآخرة، والآخرة في إيمانه ووجدانه خير وأبقى. كان اللطيف في الحضور على الصورة والمثال، ولكنه كان غير مفهوم في ثباته عند بعض المواقف. كل شيء عبر عن محبته ليسوع المسيح وإيمانه به. ويبدو أنه في احتماله للآلام إقتفى طريق المتصوفين، فالألم صعود على الصليب واحتماله بلا ضجيج نبل في النفس وفي هذا وذاك تجد الذات البشرية مرقاتها الى سلم يعقوب حيث ينتظره الذي سيقول له: “نعما أيها العبد الصالح كنت أمينا في القليل فها أنذا أقيمك على الكثير أدخل الى فرح ربك”، وفي تلك المقامات سيرى ما صنع من الخير مضاعفا”.

وختم: “هكذا جاء ليعطي برهانا حياتيا، دفعه من زمنه وراحته وصحته وفكره وذهنه على أن القداسة لا يسأل عنها في الطبقات العليا من الجو، “لأن ملكوت الله في داخلكم وبينكم”، وصدق الله بما عاهده عليه وذهب محملا بما سيقدمه لله قائلا له يا سيد إن عبدك قد أخذ وزنات هذا مقدارها ها هي وما جمعته فوقها. “ها أنذا والمهمات التي أعطيتني”.

بعد ذلك وقع فارس كتابه.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share