لمناسبة مرور أربعين يوماً على انتقال الأخ كوستي بندلي الى الأخدار السماوية ، أقيم صباح السبت الواقع فيه ١٨ كانون الثاني ٢٠١٤ قداس الهي و جناز لراحة نفسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس – الميناء ، حيث أم الصلاة قدس الارشمندريت يوحنا بطش ، المتقدم في الكهنة الاب غريغوريوس موسى ، الايكونوموس ميخائيل دبس ، الاب باسيليوس دبس و الاب جوزف عرب بمعاونة بعض أعضاء جوقة رعية الميناء و حضور أمين عام الحركة الأخ رينيه انطون و رئيس مركز طرابلس الأخ فرح انطون ورئيس فرع الميناء الأخ ميشال قطرة و عائلة الفقيد الكبير مع لفيف من محبيه الحركيين و غيرهم . و بعد تلاوة رسالة اليوم و الانجيل المقدس كانت كلمة تأبينية للاب بطش حيث قال فيها :
” تصادف اليوم ذكرى مرور أربعين يوماً لرقاد الأخ كوستي بندلي و الذكرى السنوية الاولى لرقاد أختنا ليلى ابراهيم تلك المرأة الطيبة التي شاركت الناس في آلامهم من خلال العناية بهم.
نسأل الله ان يريحهما حيث الصديقون يستريحون .
يا أبا إسكندر ، يجمعنا المسيح فيك اليوم كما جمعنا دائماً .
غيابك الجسدي عنا ربما يؤلمنا ، لكننا نفرح لأجلك لأنك انتهيت الى الجلجلة و بدأت الحياة الابدية في ملكوت السموات.
حظنا كبيرٌ أنك نشأت بيننا و علمتنا و كنت لنا مثال المرشد و الاب و المعلم.
لكل منا خبرة معك.أنا شخصياً أعترف أمام محبيك أنك رافقتني يوم قررت ان آتكرس للرب و يوم كنت كاهناً يافعاً.
كنت أعود إليك في كل صغيرة و كبيرة و كانت نصائحك لي معزية و مقوية و مجددة . و لم تكتف بالنصائح ، بل كنت تصلي دائماً لكي يثبتني الرب الاله في خدمتي .
هذه قوة شخصيتك ، و كأني بالفصل الإنجيلي اليوم الذي تلي على مسامعنا يتكلم عنك ، لأنه يتكلم عن ابوين كبيرين هما القديسان أثناسيوس و كيريلوس .
كل ما قيل في هذا الفصل من متى ينطبق عليك : ” أما الذي يعمل و يعلم فهذا يدعي عظيماً في ملكوت السموات ” .
لم تشأ طيلة حياتك أن تكون عظيماً لأنك اقتديت بمعلمك الرب يسوع الذي يعلمنا و يقول:” إقتدو بي فإني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة في نفوسكم”.
كنت لنا يا أبا إسكندر ، كما كنت تحب أن نناديك .
كنت لنا مثالاً في اللطف و الوداعة و التواضع و التضحية و الخدمة .
همك الوحيد كان ان تنشر كلمة الرب حيث يجب .
لم يكن هذا علمٌ مع أنك وصلت الى درجات عليا في العلوم.
كان هذا إيمانٌ، كان هذا تبشيرٌ.
لذلك، أضحيت أباً جديداً في الكنيسة المقدسة .
ما رأيتك يوماً الا مبتسماً ، لأن الفرح الداخلي الذي اقتنيته بالرب يسوع كان يترجم الى كل الناس في الصلاة الصادقة و المحبة اللطيفة .
في الصلاة كنت لنا معلماً.
قالت لي احدى السيدات الأجنبيات التي تسكن في الرعية و تصلي معنا في كنيسة مار الياس عندما قلت لها انك انتقلت الى الأخدار السماوية دون ان تعرف من أنت : ” هذا هو الانسان الذي كان يقف أمام باب الهيكل و يصلي دائماً و لا يجلس ؟”
عرفتك من خلال تواضعك .
يا ليتها استطاعت أن تقرأك في كتبك و ان تقرأها في حياتها.
هنيئاً لها بك ، لأنك انتقلت الى حيث الرب يسوع و السيدة العذراء و القديسين .
أنك أمين انك تتشفع فينا.
ربما القيمون لم يفهموك لكنك كنت تحبهم و تحاول ان تنقل اليهم ليس كلمة كوستي بندلي بل كلمة الرب يسوع .
لم تكن تريد شيئاً لك .
يوم أرادتك الحركة ، يوم أرادت ان تكرمك من خلال عدد خاص بك ، كنت حزيناً لأنك كنت تعتبر نفسك على غرار القديسين أنك لست بمستحق لهذا التكريم.
و هنا يكمن ملئ التواضع فيك . و هنا يكمن ملئ العطاء فيك و ملئ المحبة.
صحيح اننا نفتقدك جسداً لكن روحك معنا ، كتبك ، أفكارك معنا.
لم يكن أحدٌ هاجساً لك الا يسوع المسيح ، الا الكنيسة المقدسة و كنت تجابه كل الصعاب بالصلاة و كانت المصاعب معك منذ نعومة أظفارك ، و الله أهلك بأن تكون معلماً بالتواضع.
أما الذي يتعب و يتعذب فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السموات .
و أنا أتكلم عنك في هذا القداس الالهي، أيضاً أجرح تواضعك لأنك لا تريد ان تتمنن ، لكننا نحن نعترف بالمنة، نعترف بالتلمذة عليك ، نعترف بالقدوة في الصلوات منك.
هنيئاً لك في ملكوت السموات .
هنيئاً لك لأنك انتهيت من حمل الصليب و وقفت على الجلجلة مصلوباً كسيدك و دخلت يوم انتقالك معه الى الملكوت .
ستبقى في قلوبنا .
ستبقى في أفكارنا.
ستبقى في صلواتنا.
عندما نثور غضباً ، علينا أن نفكر فيك لأنك كنت هادئاً .
هذا الهدوء الذي كانت نعمةً من لدن الله إليك .
لن ننسى كل.. الإنجيلية التي عشتها في حياتك على أمل ان نلتقي يوماً في الملكوت ، و هذا حافزٌ لنا لنتوب ، لنحب ، لنعطي ، لنساعد .
حافز لنا لنسامح لأن بالمغفرة هذه التي عشتها دخلت ملكوت السموات .
يا أبا إسكندر ، محبتنا لك كبيرة و ستبقى في قلوبنا الى أن يجمعنا الله بك . آمين ” .
و بعد ختام الجناز انتقلت العائلة لتقبل التعازي في قاعة الكاتدرائية حيث وزع على المعزين القربان إضافة الى كتيب يحتوي على العديد من التأملات و الخواطر التي قيلت من محبي الفقيد عند رقاده.