لمّا عزم حاكم المشرق، المدعوّ أكلينوس، في زمن الإمبراطور الرومانيّ داكيوس (201 -251 م) على قضاء بعض الوقت في مدينة بيزاليتا (تيريدون) حيث منابع المياه المعدنيّة، أمَر، للمناسبة، بسَوق سجناء مسيحيّين، ثلاثمئة وسبعين عددهم، من مدينة نيقوميذيا إلى هناك. قصده كان أن يجبرهم على تقديم البخور للإله بوسيدون، إله المياه والأحصنة. مدينة بيزاليتا (تيريدون) كانت عند ملتقى نهرَي دجلة والفرات، في بلاد العراق اليوم. فلمّا وصل إلى هناك، أمَر السجناء بتقديم فروض العبادة للوثن وهدّدهم بالموت إذا لم يذعنوا، فلم يستجب لطلبه أحد منهم. في هذه الأثناء مرّ بالمكان أحد شرفاء المدينة، برامون، فرأى سجناء مقيّدين، فسأل عن أمرهم، ولمّا علم بحالهم صاح بصورة عفويّة: “كم من الأبرياء والأبرار يرغب هذا الحاكم المعتوه في أن يقتل لأنّهم لا يسجدون لهذه الأصنام الميتة الصماء؟!” برامون، فيما يبدو، كان مسيحيًّا. وإذ تفوّه بذلك تابَع طريقه. ولكن، سمع الحاكم ما تجاسر هذا الغريب على قوله، فأمَر جنوده بأن يلحقوا به ويقتلوه، فطاردوه حتّى أدركوه. وإذ اعترف بالمسيح. قطعوا لسانه وطعنوه بالحراب وقطعوا بعض أوصاله إلى أن أسلم الروح. أمّا الثلاثمئة والسبعون فقضى عليهم الحاكم كالنّعاج بحدّ السيف.
طروبارية القدّيسين الشهداء برامون ورفقته
شهدؤاك يا ربُّ بجهادهم، نالوا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنّهم أحرزوا قوّتك فحطّموا المغتصبين، وسحقوا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.