الــدّعــاء

mjoa Monday February 10, 2014 125

إنَّ الشرورَ الحاليةَ يمكنُ أنْ تستمرَّ وأن تجلبَ معها المزيدَ من الويلات. شهادةُ الكنائسِ مدعوّةٌ لأن تصبحَ أشدَّ بلاغةً وإلحاحاً وفاعليّةً. أحرُّ أمنياتنا هي أن نقوم معاً بدعوةِ جميعِ الذين يريدون أن يعيشوا مسيحيّين وفق الإنجيل إلى الصلاةِ والصومِ ليَمُنَّ الله علينا برحمتِهِ ويُعطيَنا أن نناضلَ ضد سلطان الشرّ الذي يبدو أنّ سيطرتَهُ على البشريّة تتزايد يوماً بعد يوم.
 
في مجهودنا المشترك لابتغاءِ خلاصِ الجميع، عسى أن يساعدَنا ربُّنا الوحيدُ يسوعُ المسيحُ على أن نتصرّفَ كتلامذة حقيقيّين له، نحبُّ بعضُنا بعضاً ونحبُّ أعداءَنا. لأنّ محبةً كهذه، وحدَها تستطيعُ أن تكسرَ طوقَ أعمالِ العنفِ المتبادَلَة الذي لا نهاية له، وتستبقُ إكمالَ الملكوت.
 
ربَّنا، يامن قُلتَ لتلاميذك: “سلامي أعطيكم”، هذا ثبّته فينا، وليسكُنْ روحُكَ القدّوسُ في قلوبِنا وقلوبِ كلِّ مَنْ حولَنا، ليُخيِّمَ فيها وعليها سلامُكَ.
 
ربِّي ارزقْ هذه المنطقةَ، التي قدّسْتَها بولادتك فيها، الهدوءَ والأمنَ والعدالة، ساعدْنا أن نحفظَ كرامةَ خليقتِكَ التي تُنْتَهَكُ كلَّ يومٍ، لا بل كلَّ ساعةٍ، بالتكفير والقتل والتشريد.
 
ربِّي، أعطِنا أن نكونَ بصيصَ الأملِ في الظلمةِ والتخبُّطِ والغوغائيةِ التي تحوطُ بنا، عسانا نكونُ صوتَكَ القائل:”اعرفوا الحقَّ والحقُّ يحرِّرُكُم”.
 
ربِّي، أعطِنا الصبرَ كي لا نرزحَ تحت ثقلِ الضغوطِ التي تُثْقِلُ كاهِلَنا.
 
ربِّي، نسألُكَ اللطفَ والرضوانَ وإطلاقَ سراحِ إخوتِنا المطرانين بولس ويوحنا والآباءِ وراهباتِ
 
ويتيماتِ دير مار تقلا بمعلولا، الذين ما انفكّوا عن تسبيحِكَ والتضرّعِ من أجلِ كلِّ انسان.
 
ربِّي، كُفَّ يدَ الشرِّ عنّا، واحْمِ كنائسَنا وأديرتَنا لتبقى ملجأَ كلِّ تَعِبٍ ومضنوك.
 
ربَّنا، أجِّجِ الرجاءَ الذي فينا ليبقى إيمانُنا بقوّةِ الحقِّ لا بحقِّ القوّة، فرجاؤُنا نستمدُّه من صليبِكَ الذي فيه واجهتَ الكرهَ بالمحبةِ، واليأسَ بالتفاؤلِ، والعداوةَ بالودِّ. ومنه تعلّمْنا أنّ الكلمةَ الأخيرةَ للحياةِ لا للموتِ الذي دُسْتَهُ بقيامتك .
 
ربِّي، لا تكلأ عينُك عن لبنانَ وسوريةَ والعراقَ ومصرَ وكلِّ بلادِ المشرق، وأَلْهِمْ ذوي الشأنِ والقرارِ كي يتذكّروا أنّنا بشرٌ، ولسنا سلعةً، بشرٌ لهم الحقُّ في الحياةِ الكريمةِ والعدالةِ والمساواة. حقُّ أولادِنا أن يحلموا بحلمٍ جميلٍ وليس بكوابيس، حقُّهُم أن يلعبوا ويتعلّموا ويمرحوا ككلِّ أولادِ العالم، لماذا يُحرَمون؟! لماذا يُقتَلون؟! لماذا أصبحوا رقماً لا اسماً؟!
 
ربِّي، نقول أربعين مرّة “يا ربُّ ارحم”، عسى رحمتُك تَشْمُلُ الجميعَ وتليِّنُ القلوبَ وتُدخِلُ فرحَ القيامةِ إليها.
 
لا ننسينَّ، يا أحبّاء، أنّنا أبناءُ القيامة، أبناءُ الحياة، ولن يستطيعَ أحدٌ أن يقتلَ الرجاءَ الذي فينا.
 
ليَحْفَظْكُمِ الرَّبُّ، وليَفْرَحِ الجميعُ بعودةِ الأمنِ وكلِّ أسيرٍ إلى الحريّةِ التي منحَهُ الله إيّاها.آمين

 
                                             + الأسقف
                          غطاس هزيم

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share