فرع الميناء: حديث للأستاذ شفيق حيدر ضمن أحاديث الصوم

mjoa Monday April 7, 2014 113

7adis oustaz chafik 7aydar1تمحور الحديث الرابع ضمن سلسلة احاديث الصوم لهذا العام مساء الثلاثاء الواقع فيه ٢٠١٤/٤/١ في كاتدرائية القديس جاورجيوس – الميناء بحضور قدس الاب باسيليوس دبس و لفيفاً من المؤمنين حول ثمار الروح القدس مع المربي الاستاذ شفيق حيدر الذي رفعنا من الأرضيات الى السماويات .

و بعد الترحيب بالأستاذ حيدر الذي أبدى سعادته بهذا اللقاء استهل حديثه حول ثمار الروح القدس و مما قاله بهذا الخصوص :

“موضوعنا اليوم هو ثمار الروح القدس بمعنى اننا نعرف الشجرة من ثمرها . نعرف اذا كانت شجرة طيبة معطاء من الثمر الذي تعطيه لنا . فنحن مرايا يجب ان تشع فيها ثمار الروح القدس و انه لا بد ان تظهر في حياة المؤمنين إشارات تدل ان الروح القدس يسكن فيهم .

في البدء لا بد من كلمة عن الروح القدس و نعرف انه لما تجسد المسيح يسوع ، الروح حل فينا، بينما في العهد القديم الروح كان فوق الخليقة .

 

فإذاً نقرأ في إنجيل يوحنا انه فيما كان السيد المسيح يودع تلاميذه قال لهم :” غير أني أقول لكم الحق انه خيرٌ لكم ان اذهب ، فإن لم اذهب لا يأتيكم المؤيد ، أو المعزي ” الذي يتكلم عنه في مكان آخر من إنجيل يوحنا و قال :” و لكن المعزي الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي هو يعلمكم جميعاً جميع الأشياء و يذكركم بما قلته لكم ” .

فمن هنا فلما ذهب السيد و صعد الى السماء أرسل الى تلاميذه الروح القدس المعزي و قال لهم ان لديه أشياء كثيرة لم يقلها لهم و لكن الان لا تستطيعون تحملها كما جاء في إنجيل يوحنا.
فاذا من هنا نعلم ان الروح القدس هذا الأقنوم الثالث من الثالوث الاقدس ، هو استمرار لمجيء المسيح الذي يكمل معنا بواسطة الروح القدس عمله الخلاصي.

فإذاً “حين رفع يسوع الى السماء وفى بوعده و جلس عن يمين الآب ” نقرا هذا في إنجيل مرقّس و نقرأ أيضاً في الإصحاح الثاني من اعمال الرسل نزول الروح القدس على التلاميذ حيث نقرأ : ” فيما كان التلاميذ مجتمعين هبت رياح عاصفة و نزلت عليهم السنة نارية و حلت على كل واحد منهم و توحدوا ” .
مع الاشارة الى انه في العنصرة اتخذ الروح القدس شكل الألسنة لأننا بواسطة اللسان ننطق ، نتكلم و نقول و كانت الألسنة نارية اي لسان الله و التلميذ الذي يحل عليه هذا اللسان ، إنما حل عليه حتى يجعل منه ناطقاً عن الله ليخبر عنه و ينقل الكلمة الإلهية و ليس كلامه هو .

هناك دائماً خطر يراودنا بحيث اننا كثيراً ما ننزلق و ننقل كلماتنا بدل من ان نمتلىء من تعاليم الرب بواسطة الروح القدس حتى لا ننقل الا كلام الله و ليس كلامنا .
من هنا نلاحظ ان الروح نزل على التلاميذ في العنصرة و أثمر ثماره في من تقبله علما و معرفة بحيث ان بطرس الصياد الذي كان جاهلاً جعل منه الروح القدس معلما للناس .
انقسمت الألسنة و توزعت ، اذا لسان الله انقسم و توزع فوق رؤوس التلاميذ .

هذه إشارة الى ان موهبة الروح و ان كانت هي موهبة واحدة واحدة آتية من الله الا انها أيضاً هي موهبة شخصية و تخص الشخص الذي يقبلها او يرفضها .
نحن تعليمنا عن النعمة الإلهية انها نزلت من فوق و لكن هي تنتظر حركة منا من تحت حتى نتقبلها كما علمنا القديس غريغوريوس بالاماس الذي عيدت الكنيسة لتذكاره يوم الأحد الثاني من الصوم .

7adis oustaz chafik 7aydar2و نقرا أيضاً في رواية العنصرة ان موهبة الروح القدس توزعت على الحاضرين و ان الشعوب على اختلافها توحدت مقابل حادثة العهد القديم لما تسبب الكبرياء ببلبلة السنة أهل بابل بحيث اصبح القوم فيما بينهم مشتتين لا يتفاهمون مما يستتبع ان من ثمار الروح الوحدة .
و اننا نتضرع من اجل توحيد الكنيسة و ان اهم عمل نقوم به من اجل ذلك هو التضرع الى الروح القدس ليوحدنا . فعجيبة الوحدة في الكنيسة تستدعي منا استدعاء الروح القدس و الصلاة الى الله لأننا لم تتفرق الا بسبب الشيطان و روح الشر .

اذا هذا هو موضوع الروح القدس و العنصرة
و يمكننا ان نتعلم عن الروح القدس من الصلوات و الخدم الليتورجية في مختلف ساعات النهار بحيث تستدعيه حتى نستطيع ان نصلي لينير عقولنا و قلوبنا لانه هو المعزي مع ذكر الصلوات و الكتب التي تعلمنا و إعطاء بعض الأمثلة كطروبارية عيد العنصرة و القنداق وغيرها .
و ان الروح القدس هو اله سرمدي و ازلي لكنه لا يزل منتظما مع الاب والابن بشركة ثالوثية و محيياً و أيضاً من ثمار الروح القدس الحياة لانه يحيينا و لولا الروح القدس لا نستطيع ان نمجد الآب و نعرف الابن و يفهم من ذلك انه قوة واحدة و رتبه واحدة و سجدة واحدة و هو الموحي منذ الأزل

قال الاب سارافيم ساروفكي الناسك المعاصر ان المسيحية هي اقتناص الروح القدس حيث نفهم ان بنيل الروح القدس فقد حصلنا على ثمرة ان نحيا مع الله .
يعمل الروح القدس في كل عمل من مراحل العمل الالهي . الله خلق العالم و كان روحه يرف على المياه .
في الخليقة كل اعمال الله ثالوثية ، في التجسد ، البشارة ، الروح القدس الملاك نقل مشيئة الاب بشر بالابن و قال ان الروح القدس يحل عليكِ ، العماد ، الفداء كلها أفعال ثالوثية .

عمل الروح لا يعلن عن ذاته بل انه يعلن عن الابن الذي به كان كل شيء و الذي عرفناه متجسداً في شخص المسيح يسوع الذي جاء ليكمل الفداء
الروح القدس من ثماره ينقل لنا ملكوت الله و نصبح معه .
و ان غريغوريوس النصصي قال ان الروح القدس يطهرنا و يقدسنا و يقدس عناصر الكون لجعله جبلة جديدة مقدسا إياه جاعلاً منه عالماً جديداً و لا يمكننا ان نجدد بمفردنا لكن الروح القدس يجدد من خلالنا

اذاً من ثمار الروح القدس الحرية فيها يتحرر ايضا الانسان من خضوعه الى الطبيعة التي تنال بالروح القدس نعمة الخلاص.
و من ثمار الروح القدس الخلاص .
أتانا التجسد الالهي بفعل الروح القدس الذي حل بأحشاء البتول .

نحن المتعثرين المشتتين تجعل الكأس المقدسة منا شعبا واحدا في المناولة بعد ان تمت الاستحالة بحلول الروح القدس و نحن اخذنا المسيح بفعله ، و الروح القدس وحدنا و جعلنا شعبا واحدا
من ثمار الروح القدس أيضاً وحدة الكنيسة و وحدة جسد المسيح .

قرأنا ايضا عن ثمار اخرى للروح القدس في رسالة بولس الرسول الى أهل غلاطية:” و أقول لكم اسلكوا سبيل الروح فلا تقضوا شهوة الجسد لأن الجسد يشتهي ما يخالف الروح ” يريد بولس الرسول ان نكون من حزب الروح و ليس الجسد ، و يكمل بولس الرسول ان ثمر الروح فهو المحبة و الفرح و السلام و الصبر و اللطف و كرم الأخلاق و الإيمان و الوداعة و العفاف .
كما تكلم عن الإعجاب بالذات و الكبرياء و لا نتحدى و لا نحسد بعضنا بعضاً
و هذه بعض ثمار الروح التي تخص كل فرد منا .

ثمار الروح في الحياة المسيحية و في الجماعة المسيحية و في المسيحية جمعاء.
بولس الرسول كلم كل واحد منا .
الروح وحدها تمكن الانسان من تحقيق دعوته الحقيقية بالتوبة ، السلام ، اللطف ، المحبة ، الفرح .
المسيحي إنسان فرح .
يقول بولس الرسول في أفسس :” سيروا سيرة نور فإن الروح يكون في كل صلاح و بر وحق تبينوا ما يرضي الرب و لا تشاركوا في اعمال الظلمة العقيمة “
من ثمار الروح تصرف المؤمن

عندما يروننا يعرفون اننا بسبب الروح الساكن فينا فإن كل خير يظهر على وجهنا يكون من الله و في حياة كل منا إنما هو إشارة ان الله حي فينا بفعل الروح القدس و كل شر يصدر عنا هو إشارة الى ان الشيطان كبل الله فينا فلنعمل على إطلاقه حرا فاعلا
ً فاذا نحن جماعة العنصرة نمجد كلنا لقيامة المسيح

اذا كل منا نحن المؤمنين مدعو ليكون واحدا من المختارين ، اذا استجاب للروح القدس
اذا عشنا في الكنيسة نكون في عنصرة مستمرة و لسان المؤمن يستجيب لحياة الروح الموجودة في الكنيسة و اذا استجاب يصبح مرآة تعكس حلاوة الله . “

مع التمنيات بصيام مبارك للجميع .

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share