رسالة فصحية

mjoa Tuesday April 22, 2014 118

أبنائي، أحبائي،

المسيح قام. هذا كل الوجود. هذي هي الحياة. لا ننتظر شيئًا آخر. هذا يعني انه يجب ان نسلك لا مائتين في الخطيئة ولكن أحياء بيسوع المسيح ربنا.

معنى هذا اليوم انه لا يجوز ان تضغط على قلوبنا وفكرنا صعوبات الحياة ولا خطايانا. القيامة تعني لنا الحرية من كل شيء، من كل مصائبنا وأحزاننا. انها دعوتنا إلى الفرح الدائم بالمسيح السيد وإلى محبة بعضنا البعض. هي ما كانت عيدا إلا لتدفعنا إلى حياة جديدة كلها غفران وعطاء وخدمة. نحن في العيد لا نذكر فقط الماضي الذي أتى به يسوع. هذا هو الأساس، ولكنا نتعهد لنكون في الغد والمستقبل ليسوع بكل فكرنا وجوارحنا ومساعينا.

هل دخلنا في الحياة الجديدة التي أتت منه؟ هل نحن اقتنعنا أننا لا يمكن ان نبقى عتاقا، رازحين تحت وطأة شرورنا وأفكارنا السيئة وأعمالنا القبيحة؟ “هذا هو اليوم الذي صنعه الرب لنفرح ونتهلل به”، أي لتكون كل أيامنا نيّرة كالشمس، حرة من الشر ومن كل شبه شر. واذا لم نفكر حتى اليوم ان نصير ناسا جددا، فلنفكر اليوم لأن الفصح هو العبور إلى وجه يسوع. ربما تعاطينا نشاطا دينيا، ولكن هل أحببنا الناس جميعا من كل طاقتنا ليصيروا على صورة المسيح؟

“هوذا وقت يعمل فيه للرب”. اننا أقمنا أعيادًا واشتركنا في صلوات. ولكن هل أَعطينا القلب كله لله؟ هل صار الله لنا كل الوجود؟ هل قمنا مع المسيح في كياننا العميق، أم نذكر فقط بالعقل انه المخلّص ولكنا لم نقرر أن نسلك الطريق معه؟

قد يكون لك يا أخي هذا العيد أول عيد أي يوما تحيا فيه مع المسيح من جديد أكثر مما حييت حتى اليوم. ربما ترى المسيح في حقيقة نفسك للمرة الأولى إلها حيّا ومحييا.

رجائي إلى الله ان يشاهد كل منا المسيح على انه كل الوجود، كل حياته. المهم أن تلتقي السيد المبارك لقاء جديدا كأنه الأول في حياتك أو كأنه حياتك كلها.

في كل تعاطيك المسيحيّ، الأهم ان تتعلّق بيسوع تعلّق حب. هذا هو إيماننا نحن. ان اعتبرته إلهك ومخلّصك، هذا حسن، ولكن هل يعني لك ذلك انه كل الوجود أي انه يمكنك أن تستغني عن كل ذويك وعن جسدك ولا تستغني عنه؟ هل تريده إلى جانبك في الحياة وفي الموت؟ هل تبذل كل جهد لتعرفه، لتراه، لتحسّ به؟

من كل صلواتك وعيشك في الكنيسة، المهم وجه يسوع. هل إذا غابت عنك وجوه وخسرت كل شيء، تحس ان السيد المبارك يملأ وحده كل حياتك. إذا شعرت بأن المسيح صار كل شيء لك، تكون قد وصلت إلى الكمال.

ألا جددكم الرب يا أحبائي بالفصح وأَصعدَكم إلى وجهه لترَوه وحده.

 

 جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share