اختتام مؤتمر الوحدة الانطاكية في البلمند

mjoa Monday June 30, 2014 68

عقد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي لقاء، في قاعة دير سيدة البلمند الاثرية، لتلاوة البيان الختامي لمؤتمر “الوحدة الانطاكية: ابعادها ومستلزماتها”، في حضور الوزير السابق طارق متري، النائب نضال طعمة، مطارنة الابرشيات والاساقفة والكهنة وكافة المشاركين في المؤتمر وحشد من ابناء الكرسي الانطاكي.

استهل اللقاء بكلمة للمطران جوزف زحلاوي تناول فيها اهمية المؤتمر، ثم تلا جورج غندور نص البيان الختامي، وجاء فيه: “احتضنت التلة البلمندية ما بين 25 و28 حزيران 2014 المؤتمر الانطاكي العام الذي دعا اليه صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر بمشاركة اباء المجمع واحتضانهم، والذي تمحور حول الوحدة الانطاكية في ابعادها ومستلزماتها. شارك في المؤتمر مطارنة الكرسي الانطاكي واساقفته، ووفود كنسية من ابرشيات الكرسي الانطاكي في الوطن وجميع بلاد الانتشار.

10456173 462561283847590 7001862531437190330 n

كذلك، حضر المطران بولس يازجي مطران حلب، في صلوات المؤتمرين الذين تضرعوا الى الله ان يعيده الى كنيسته وشعبه. واستقبل المؤتمر بفرح كبير في جلسته الافتتاحية اصحاب الغبطة بطاركة الشرق الذين خاطبوا المؤتمرين بكلمات حية، استلهمت التراث الانطاكي المشترك وميراث القديسين، وركزت على الشهادة الانجيلية الواحدة للمسيحيين في ارض الكنيسة الانطاكية التي ينتمي اليها الجميع. وقد شكل حضور اصحاب الغبطة تدعيما للمحبة الاخوية وتاكيدا على خدمة الانسان في سائر المشرق. حيثما اقامهم الله رعاة لشعبه. وقد تلقف المؤتمرون الرؤى التي تضمنتها هذه الكلمات، فاكدوا ضرورة السعي من اجل اتخاذ خطوات لاهوتية ورعائية تبين حضور المسيح بكليته في الاسرة الانطاكية الواحدة وتكون نموذجا للوحدة المرجوة على صعيد العالم المسيحي.
وخاطب صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر المؤتمرين بكلمات ابوية، تضمنت رؤيته وتطلعاته، وركزت على ان المؤمنين هم كنز الكنيسة وان الكنيسة بشر اولا قبل ان تكون حجر. وشدد على ان الوحدة الانطاكية التي تشكل موضوع المؤتمر، لا تعني ان ابناء الكنيسة مشتتون، ولكنها دعوة لهم لان يشدوا اواصر وحدتهم ويذيبوا ضعفاتهم في سبيل تقويتها. وحضهم على التفكير بتدعيم التواصل والتقارب بين ارجاء كنيسة واحدة يلدها جرن المعمودية الخلاصي وتجمعها الكاس الواحدة. وأكد على ان عمل الكنيسة هو ورشة يشارك فيها الجميع، اكليروسا وشعبا.

وتمحور المؤتمر حول مواضيع خمس تناولت تفعيل التشاور في الرعايا والابرشيات وتعزيز التكامل بين الابرشيات، وتنمية الاوقاف والتعاضد المالي، والعمل الاجتماعي والحضور المجتمعي والتواصل من خلال اوراق عمل القاها متخصصون ونوقشت في مجموعات عمل خلصت الى تقديم اقتراحات وتوصيات ترفع الى اباء المجمع المقدس لدراستها والاستعانة بها في التخطيط المستقبلي للكرسي الانطاكي.

وشدد المؤتمر على ان مشاركة ابناء الكنيسة الانطاكية الفاعلة في لقاء عام كهذا ووسط الظروف التي نعيشها في المشرق انما هو تعبير عن الدور الاساسي والفعال لابنائنا فيه ورسالة للجميع بانهم باقون في الشرق، في اخوة حياة مع المسلمين، ومنتمون اليه في زمن تشظى فيه الانتماء الى الوطن وقويت فيه رياح ايديولوجيات اخرى، من تطرف وتكفير وارهاب، ايديولوجيات غريبة عن ماضي وحاضر هذا الشرق. ودعا المؤتمرون الاسرة الدولية الى النظر بعين الحق الى ما يجري في المشرق عموما وبخاصة في سوريا وناشدوا الجميع بذل الجهد الاقصى لاحلال السلام فيها ضمانة لسلام المشرق والعالم اجمع. ودعوا الى صون السلم والاستقرار في لبنان والى العمل على ملء سدة الرئاسة فيه. ونادوا الجميع وقف النزف الحاصل في العراق مصلين من اجل سلام فلسطين والاردن ومصر والعالم اجمع.

وناشد المؤتمرون المجتمعين العربي والدولي، وجميع الهيئات الفاعلة والضمائر الحية لتكثيف الجهود من اجل اطلاق جميع المخطوفين ولا سيما المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي اللذين مضى على اختطافهم ما يزيد عن السنة وسط صمت عالمي ومحلي مخز.
وكان المؤتمر مناسبة جرى فيها وضع حجر الاساس ل”مركز جامعة البلمند الطبي” وتدشين المبنى الجديد التابع للمقر البطريركي، وذلك استكمالا للدور الذي تؤديه كنيسة انطاكية في خدمة انسان هذا المشرق.

وشكر المؤتمرون صاحب الغبطة واباء المجمع المقدس الذين اتاحوا لهم فرصة اللقاء في جو من المحبة والالفة، وثمنوا على دور الاسرة البلمندية، ديرا وجامعة وثانوية ومعهد لاهوت، وجميع الذين ساهموا في انجاح هذا المؤتمر.
وعايد المؤتمرون اخوتهم المنتشرين في جميع انحاء العالم بحلول عيد القديسين بطرس وبولس شفيعي الكرسي الانطاكي”.

ثم، القى الاب غريغوري اللام كلمة بالانكليزية عن المؤتمر.

اليازجي

وكانت كلمة للبطريرك اليازجي، توجه فيها الى “الاخوة الاحباء المطارنة، الاباء، الاخوات الراهبات، الاخوة، الشعب الطيب المحب لله”، وقال: “بتاثر عميق اقف وسطتكم في هذه الامسية، في هذا اليوم وقد وصلنا الى خواتيم هذا المؤتمر، في ليلة عيد القديسين الرسولين العظيمين بطرس وبولس، مؤسسي الكرسي الانطاكي، حيث سنحتفل صباح الاحد بالذبيحة الالهية كلنا معا في هذا اليوم الذي نسميه عيد الكرسي الانطاكي. واسمحوا لي بكل محبة وتاثر في هذه الامسية ان اخاطبكم بكل اخوة، وبعد هذه المشاركة الحية والفعالة والتي كانت بالمسيح الرب الموجود معنا، ان القي بعض الافكار او الامور التي شعرت انه بالامكان التاكيد عليها، بعض الامور التي قد تكون اذا جاز التعبير روحية، وامور لها طابع عملاني في نهاية هذا المؤتمر. في الامر الاول شعرت في ما توصلنا اليه اننا جميعا اكدنا بكل اصرار اظهار الوحدة واصرينا على التعبير عنها بكل اشكالها، ان يحب بعضنا البعض في كنيستنا الانطاكية، في كنيسة المسيح يسوع. ان كان على صعيد الكهنة وبين رعية ورعية، بين ابرشية وابرشية، في الكرسي الانطاكي بمجله. الامر الثاني هو ان نتعلم ما نسميه ثقافة الحوار، ثقافة لقاء الاخر، وما ارجوه ان نصلي له ومعه ومن اجله عندما نتكلم عن التكفير وعن رفض الاخر في ما يجري في المنطقة وفي بلادنا. ونقول ان هذه الروح هي غريبة عن بلادنا وديانتنا وعن ما هو صحيح. ونصلي ان لا نقع به في الكنيسة، بين الاخ واخيه. نريد بالفعل ان نتعاطى مع بعضنا البعض بهذه الثقافة، بثقافة الحوار مع الاخر، وقبول الاخر والسماع للاخروالاصغاء للاخرو هذا يكون لخير الكنيسة وخيرنا جميعا بمحبة ونعمة الرب”.

وتناول بعض الامور الاساسية ذات الطابع الروحي في اطار العمل لانجاح اي عمل. ونقل ما قد يطرح من تساؤل ماذا بعد انعقاد المؤتمر؟ ماذا يعني نجاح هذا اللقاء وكيف ستكون الاستمرارية له؟ وقال: “لانجاح اي عمل او لقاء كهذا يجب ان نتذكر انه يقوم على مجموعة قواعد وهي لقيا الاخر، الاتضاع، والاصغاء للاخر والتخلي عن الانا، واذا لم يكن هناك تخلي عن الانا لا يمكن ان يكون هناك نجاح لاي مؤتمر”.

وقرأ صلاة يتلوها في كل قداس الهي قبل قراءة الانجيل “ايها السيد المحب البشر اشرق في بيوتنا نور معرفة لاهوتك وافتح حدقتي ذهننا لفهم تعاليم انجيلك، ضع فينا خشية وصاياك المغبوط حتى اذا وطئت كل الشهوات الجسدية نسلك سيرة روحية مفكرين وعاملين بكل ما يرضيك”.

وتابع: “نعم هذا مهم جدا في تعاطينا مع بعضنا البعض حتى اي عمل نقوم به يقود الى النجاح مع المسيح يسوع. فالمشاكل او النواقص ليست دوما في النصوص هناك الكثير منها الكنسية والليتورجية ..وهناك حاجة للاصلاح وهذا ما نقوم به، ولكن هذا الاصلاح ليس دوما اصلاح الحرف، ولكن هو اعتقادنا نحن البشر روحيا وداخليا وقلبيا وذهنيا وفكريا بان يفتح كل منا قلبه وذهنه لكلمة الرب فيسكن الرب فيه وتكون كلمة الرب فيه، فيرتقي ويسمو وانذاك نتعاطى مع بعضنا البعض سوية بالمسيح يسوع، وهذا يقود الى النجاح. لاننا نحن نبني وربنا هو الذي يعطي الثمر”.

وذكر قصة بسيطة تحمل مغذى من اجل منفعة النفس، داعيا الى “التعاطي مع بعضنا البعض في الكنيسة بروحيتها”. ومما قاله: “اننا اشخاص لسنا طلاب مديح، ولا ننتظر ان يعطينا البشر اوسمة ونياشين، ولكننا نعمل العمل المطلوب منا بكل قلب متضع دون يأس وباستمرار، ودون اي قنوط، ان كان هناك مذمة او مديح. نعم انذاك سوف ننجح”.

وعرج على موضوع مهم في التعاطي الكنسي وهو السجود لكلمة الله وقد ذكر انه “في يوم الانتخاب في الدير، عندما يرسم اي اسقف في كنيستنا الارثوذكسية، هناك هذا التقليد المحافظ عليه، ان المتقدم للرسالة الاسقفية يسجد امام المائدة المقدسة. والسيد البطريرك مع الاخوة المطارنة يمسكون الانجيل مفتوحا فوق راسه ما يعلمنا اننا نحن مخضعة لكلمة الله في هذا الانجيل المقدس، واننا نستقي من هذه الكلمة كل ما نفكر به وكل ما نريد ان نقوم به. اذ انه شرط اساسي لطريقة تعاطينا مع بعضنا البعض في اجتماعاتنا ورعايانا وكنائسنا اكليرسا وشعبا وعندما نسير بهذه الخلفية، نحن نريد ان نخضع لكلمة الله ابانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليات ملكوتك لتكن مشيئتك … اي ليست مشيئتي وهذا مهم جدا في تعاطينا بكل شؤوننا الكنسية مع بعضنا البعض ان اردنا ان ناتي بثمر في خدمة الكنيسة”. اما بالنسبة للتفاصيل العملانية شكر الله “على كل ما توصلنا اليه خلال ايام المؤتمر اذ اننا عشنا سوية صلينا سوية جلسنا على مائدة المحبة سوية تمشينا سوية تباحثنا سوية سمع كل منا للاخر والت اعمال هذا المؤتمر الى مجموعة من النتائج استلمتها امانة سر المؤتمر، وسوف ترفع الينا ونحن بالطبع سوف ناخذ هذه النتائج بكل جدية وسوف تدرس من قبل لجان متخصصة في المجمع المقدس حتى نرى كيف نترجم هذه الامور الى واقع نريد ان نحققه ونعيشه. وبالتالي وضع خطة والية للسير بها لتحقيق الغايات بكل سلام وثبات وكما ذكرت سابقا ليس هناك من عصا سحرية وليس من نتائج بين ليلة وضحاها ولكن نحن نسير بكل ثقة على هدى الرب ولهذا سوف نتابع ما يجب ان نقوم به في المرحلة المقبلة بنعمة الرب ووجودكم وصلواتكم” .

واكد ان “المؤتمر هو خطوة من ضمن مسيرة وسوف تتبعه خطوات كثيرة واجتماعات ولجان وورش عمل لنحقق ما نريد وما هو افضل وما هو اكثر خيرا لكنيسة المسيح يسوع وفي كنيستنا الانطاكية ولشعبنا المحب لله”.

واشار الى ان “كل ما نقوم به في الكنيسة يتم وفق الكتاب العزيز”، وقرا مقاطع من رسائل يوحنا وبطرس وبولس وغيرهم”. وقال: “نعم يا احباء، ان تعاطينا بهذه الخلفية وبهذه الكلمات الالهية نستطيع ان نهز الجبال ونستطيع ان نصمد، وان نبقى ونستمر في المسيرة الروحية الكنسية، وان نجعل اسم يسوع المسيح رسالة حية لكل انسان بائس ويائس على وجه البسيطة وان نشهد لهذه الكنيسة الانطاكية التي منها انطلق يسوع المسيح، والتي سمي فيها في انطاكيا التلاميذ اولا مسيحيين”.

ورد قول الرسول “كل شيء مهما فعلتموه فافعلوه بالمسيح ان اكلتم ان شربتم ان اجتمعتم ان فكرتم ان تباحثتم ان لبستم ان سافرتم ومهما قمتم به فافعلوه بفكر المسيح يسوع، ونحن ماذا فاعلون؟ وبهذه الطريقة سالكون! بالتالي نحن على هذه الثقة يقول الرسول يوحنا”.

وذكر باية تقول: “ان كنتم اقوياء وكلمة الله تقيم فيكم فقد غلبتم الشرير”. وختم بصلاة “يا رب اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة الانطاكية المنتشرة في كل انحاء العالم واصلحها فان يمينك قد غرستها”.

وشكر الوكيل البطريركي المطران افرام معلولي في كلمة القاها كل من أسهم في انجاح المؤتمر.

ثم، انتقل الجميع الى المباني التابعة للمقر البطريركي حيث افتتحها البطريرك وكرسها، على وقع تراتيل جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند، في حضور رئيس جامعة البلمند الوزير السابق ايلي سالم، ونوابه وعمداء الجامعة.

وكانت هناك ايضا كلمة للبطريرك اليازجي، قال فيها: “هذه المباني ستكون مهيأة لاستخدامها الى جانب المقر البطريركي كمكاتب ومركز اعلامي باذن الله. وفي موضوع الاذاعة اي الراديو اصبحنا في مراتب متقدمة، اذ ان البث انطلق انما عن طريق النت موقع المطرانية. وقد كان بث مباشر في اليومين الماضيين. وفي اقرب وقت سيكون لدينا موجة اذاعة، هي الان تعمل، انما هي محصورة بعض الشيئ. اذ انها تصل لمنطقة جبل لبنان انما ستتوسع وسيكون مركزها هنا باذن الله. سنكرس بالمياه المقدسة مجموعة مكاتب داعين بالصحة والتوفيق لجميع من تعبوا خلال هذه الفترة الوجيزة جدا اذ ان هذه الاعمال تمت باقل من سنة وهناك استوديوهات. اذ انه في احد المباني استوديوهان مجهزين كما يجب للراديو. والله يبارك ويقوي كل من تعب حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم”.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share